responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 76


وسلم . ولم يؤثر كيد النفاق ، كما لو يؤثر كيد المشركين من قبل . ولقد حاول النفاق أن يبث ثقافة القعود عن الجهاد ، بعد أن نال المسلمين من أعدائهم كل نيل ولكن هذه المحاولة هي الأخرى باءت بالفشل . وبث ثقافة القعود وصلت إلى ذروتها عند التحضير لغزوة تبوك . تلك الغزوة التي حاولوا فيها قتل النبي صلى الله عليه وآله وانتهوا قبلها من تشييد المسجد الضرار . ولقد هدد القرآن الكريم الذين تثاقلوا عن الجهاد وقتئذ بالعذاب الأليم إذ لم ينفروا إلى الله . قال تعالى : * ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل * ألا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا ) * [1] .
قال المفسرون : هذا شروع في عتاب من تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك حين طابت الثمار والظلال في شدة الحر [2] . ومعنى الآية : يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم - لم يصرح باسمه صونا وتعظيما - اخرجوا إلى الجهاد أبطأتم . كأنكم لا تريدون الخروج ، أقنعتم بالحياة الدنيا راضين بها من الآخرة . فما متاع الحياة الدنيا بالنسبة إلى الحياة الآخرة إلا قليل [3] . ثم هددهم الله تعالى بالعذاب والاستبدال . ولا يضروه شيئا بتوليهم عن الجهاد .
وإذا كانت ملامح النفاق تبدو واضحة على طريق أحد وتبوك ، فإن آخر جولاتهم كانت والنبي صلى الله عليه وسلم على فراش المرض . فلقد أمر عليه الصلاة والسلام بأن ينتظم الجيش تحت قيادة أسامة لإنجاز مهمة قتالية ، ووضع النبي أكابر الصحابة تحت قيادة أسامة ، وأمرهم بالخروج [4] . ولكن النفاق مارس مهمته المعتادة يقول ابن حجر في فتح الباري [5] : طعن المنافقون



[1] سورة التوبة : الآية 38 - 39 .
[2] تفسير ابن كثير : 357 / 2 .
[3] الميزان : 278 / 9 .
[4] بعث أسامة في البخاري ( 303 / 2 ) ، ومسند أحمد ( الفتح الرباني : 222 / 21 ) .
[5] فتح الباري : 180 / 13 .

76

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست