نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 75
على الانسحاب والاستئذان . وإنما كانوا يلقون بالفتن ليفرقوا كلمة المسلمين . وذلك عن طريق الذين كانوا يسمعون لهم ، قال تعالى : * ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين ) * [1] . قال المفسرون : وفيكم سماعون لهم : أي مطيعون لهم ومستجيبون لحديثهم وكلامهم ، يستنصحونهم وإن كانوا لا يعلمون حالهم . فيؤدي إلى وقوع شر بين المؤمنين وفساد كبير [2] . وقيل : * ( وفيكم سماعون لهم ) * السماع : أي السريع الإجابة والقبول [3] . وإذا كان القرآن قد أشار إلى جماعة أو أفراد يسمعون للمنافقين . فإنه في موضع آخر يبين أن المؤمنين في وقت ما انقسموا إلى فئتين لكل فئة رأي في المنافقين ، قال تعالى مخاطبا المؤمنين : * ( فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا تريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ) * [4] . قال المفسرين : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد ، فرجع ناس خرجوا معه . فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين . فرقة تقول : نقتلهم . وفرقة تقول : لا . وهم المؤمنون فأنزل الله * ( فما لكم في المنافقين فئتين ) * [5] . وقال تعالى منكرا على المؤمنين في اختلافهم في المنافقين ، أنه سبحانه أركسهم بسبب عصيانهم ومخالفتهم الرسول واتباعهم الباطل . أتريدون أن تهدوا من لا طريق له إلى الهدى ، وهم يودون لكم الضلالة لتستووا أنتم وإياهم ، وما ذاك إلا لشدة عداوتهم وبغضهم لكم [6] . فالمنافقون وضعوا العراقيل العديدة ، ولكن الذين آمنوا استطاعوا بإيمانهم الراسخ أن يعبروا هذه العقبات نظرا لتمسكهم بتعليمات النبي صلى الله عليه
[1] سورة التوبة : الآية 47 . [2] تفسير ابن كثير : 361 / 2 . [3] الميزان : 290 / 9 . [4] سورة النساء : الآية 88 . [5] تفسير ابن كثير : 532 / 1 . [6] تفسير ابن كثير : 533 / 1 .
75
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 75