نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 71
تبوك . وجاءوا فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي إليهم فيصلي في مسجدهم ليحتجوا بصلاته فيه على تقريره وإثباته . فعصم الله رسوله من الصلاة فيه فقال لهم " إنا على سفر ولكن إذا رجعنا إن شاء الله " فلما قفل عليه السلام راجعا إلى المدينة من تبوك نزل عليه جبريل يخبر بالمسجد الضرار [1] كما أخبره بمحاولة الاغتيال . فأمر النبي بهدم المسجد وحرقه ، وحرق الرمز كي يتدبر المتدبرون في أحداثه ورماده ودخانه . ويبقى سؤال ، هل انتهى المسجد ؟ والإجابة في كتاب الله . قال تعالى : * ( لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم ) * [2] . قال المفسرون : روي أن مكان المسجد الضرار كانت توجد حفرة بها حجر يخرج منه دخان [3] . والمسجد اليوم مزبلة . وقال ابن كثير في تفسير الآية : * ( لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم ) * أي شكا ونفاقا بسبب إقدامهم على هذا الصنيع الشنيع ، أورثهم نفاقا في قلوبهم . كما أشرب عابدو العجل حبه . وقوله * ( إلا أن تقطع قلوبهم ) * أي بموتهم [4] . وقال البيضاوي في تفسير : رسخ ذلك في قلوبهم وازداد بحيث لا يزول وسمه من قلوبهم . فأتباع السامري قال فيهم تعالى : * ( واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم ) * [5] وأتباع المسجد الضرار قال فيهم الله * ( لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم ) * إن البصمة هنا وهناك على القلوب . 3 - استهداف القوة العسكرية : القتال في الإسلام ، عموده الفقري الدفاع عن الفطرة . ولأنه على طريق
[1] تفسير ابن كثير : 387 / 2 . [2] سورة التوبة : الآية 110 . [3] تفسير ابن كثير : 391 / 2 . [4] المصدر السابق : 391 / 2 . [5] سورة البقرة : 93 .
71
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 71