نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 55
يخرجون من المسجد . فاختبأ منهم حياء أنه لم يشهد الجمعة فظن أن الناس قد انصرفوا . واختبئوا هم من عمر ظنوا أنه قد علم بأمرهم . . . الحديث [1] فكشف تيارات النفاق على امتداد العهد النبوي كان يخضع لوحي الله تعالى . فالوحي كان يخبر بالبعض ، ويخبر بالبعض الآخر ضمن خط عريض وهو يتحدث عن النفاق ، نظرا لأن الأمة ممتحنة ومبتلية شأنها كشأن الأمم السابقة ليعلم الله كيف تعمل وكيف تختار ويعلم سبحانه الصابرين . إن الله تعالى أخبر عباده عن الشيطان وأهدافه ، وكثير من العباد لم يروا الشيطان ، وأخبر سبحانه عن المنافقين وصفاتهم وبرامجهم وكثير من الناس لم يعرفوا أسماء المنافقين . والحجة ليست في الملابس والأموال والأولاد . وإنما هي في الحركة والبرامج التي بينها الله تعالى في كتابه . يقول تعالى : ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ) [2] . وقد يقول قائل فيمن أنزلت هذه الآية ؟ والجواب عن ابن كثير يقول : إن الآية تنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد ذلك [3] . ومعنى الآية : إنه يتكلم بما يعجبك كلامه ، مما يشير به إلى رعايته جانب الحق . والعناية بصلاح الخلق وتقدم الدين والأمة . وهو أشد الخصماء للحق خصومة ( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها . . الآية ) التولي هو القيادة والسلطان ويؤيد هذا قوله تعالى في الآية التالية : ( أخذته العزة بالإثم ) . . . وهذا يدل على أن له عزة مكتسبة بالإثم الذي يأثم به قلبه غير الموافق للسانه . والسعي هو العمل والإسراع في المشي ، فالمعنى : وإذا تمكن هذا المنافق الشديد الخصومة من العمل ، وأوتي سلطانا وتولى أمر الناس . سعي في الأرض ليفسد فيها - ويمكن أن يكون التولي - بمعنى الإعراض عن المخاطبة والمواجنة ، أي : إذا خرج من عندك كانت غيبته مخالفة لحضوره . وتبدل ما كان يظهره من
[1] أورده ابن كثير عن السدي عن أبي مالك ( التفسير : 384 \ 2 ) . [2] سورة البقرة : الآية 204 - 205 - 206 . [3] تفسير ابن كثير : 246 \ 1 .
55
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 55