نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 56
طلب الصلاح والخير إلى السعي في الأرض لأجل الفساد والإفساد [1] . . فهذا الذي يخالف ظاهر قوله ، باطن قلبه . إذا سعى في الأرض بالفساد ، فإنما يفسد بما ظاهره الاصلاح بتحريف الكلمة عن موضعها ، وتغيير حكم الله عما هو عليه ، والتصرف في التعاليم الدينية . بما يؤدي إلى فساد الأخلاق واختلاف الكلمة . وفي ذلك موت الدين وفساد الدنيا . وقد صدق هذه الآيات ما جرى عليه التاريخ من ولاية رجال وركوبهم أكتاف هذه الأمة الإسلامية . وتصرفهم في أمر الدين والدنيا بما لم يستعقب للدين إلا وبالا . وللمسلمين إلا انحطاطا . وللأمة إلا اختلافا فلم يلبث الدين حتى صار لعبة لكل لاعب . ولا الإنسانية إلا خطفة لكل خاطف . وقيل : ( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد . . ) السعي هنا هو القصد كما قال أخبارا عن فرعون ( ثم أدبر يسعى فحشر فنادى أنا ربكم الأعلى ) . . فهذا المنافق ليس له همه إلا الفساد في الأرض وإهلاك الحرث . . ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم ) أي إذا وعظ هذا الفاجر ، وقيل له اتق الله ، امتنع وأبى وأخذته الحمية والغضب بالإثم . وهذه الآية شبيهة بقوله تعالى : ( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر ، يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا ، قل أفأنبئكم بشر من ذلكم . النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير " . ولهذا قال في هذه الآية : ( فحسبه جهنم ولبئس المهاد ) أي هي كافيته عقوبة هي ذلك [2] . إن أطروحة النفاق ترى بوضوح إذا سقطت عليها أشعة منهج العبادة الحق . لأن المنافقين على امتداد التاريخ الإنساني بعضهم من بعض ، يحكم عليهم نوح من الوحدة النفسية . وهذه الوحدة تضعهم في قالب ذي أوصاف واحدة . ومهمة هذه الطروحات على امتداد التاريخ وضع البشرية على أعتاب الكوارث ، لأن بنيانها أسس من ماء الكذب ووضع على شفا جرف هار . لا خير فيه ولا فائدة .
[1] الميزان : 96 \ 2 . [2] تفسير ابن كثير : 247 \ 1 .
56
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 56