نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 53
القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك آتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ) [1] . والمنافقين هرولوا في اتجاه الإسلام لإنجاز برنامج لا علاقة له بالإسلام . قال تعالى : ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون * اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ) [2] لقد هرولوا إلى الإسلام وهم معرضين عن سبيل الله ! ! أظهروا الإيمان ليقتربوا من المؤمنين ويحضرون في محاضرهم ومشاهدهم . فيسهل عليهم وضع العراقيل المناسبة في طريق كل حركة للدعوة . ولأن مساحة النفاق تحتوي على الأصناف العديدة من أصحاب العقد النفسية الذين فسدت فطرتهم وعلى أصحاب المصالح والمطامع . فإن القرآن الكريم فضح هذه المساحة التي ظهر أصحابها في صدر العهد النبوي . فمنهم من لا يعرفه إلا الله وحده ، قال تعالى : ( وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم ) [3] . قال المفسرون : وممن في حولكم ، أو حول المدينة من الأعراب الساكنين في البوادي . منافقون مردوا على النفاق ، ومن أهل المدينة أيضا منافقون معتادون على النفاق . لا تعلمه أنت يا محمد نحن نعلمهم [4] . ومنهم من كان الله تعالى يكشفه للنبي ، ومنهم من كان النبي لا يكشفه إلا لخاصة أصحابه . ومن الخاصة حذيفة وعمار رضي الله عنهما . وعن حذيفة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في أصحابي اثنى عشر منافقا منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط " [5] . وهؤلاء الاثني
[1] سورة طه : الآية 124 - 125 - 126 . [2] سورة المنافقون : الآية 1 - 2 . [3] سورة التوبة : الآية 101 . [4] الميزان 376 \ 9 . [5] رواه الإمامان أحمد ومسلم ( كنز العمال 169 \ 1 ) .
53
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 53