نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 52
فيهم قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله ( هم العدو فاحذرهم ) [1] . والنفاق له مدرسة على مساحة أهل الكتاب قال تعالى عن المنافقين منهم : ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون ) [2] . وقال تعالى : ( وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ ) [3] . فالنفاق تمتد عروقه إلى الماضي السحيق . وهو أول تيار سري على صفحة الجنس البشري . عمل من أجل إعاقة الطريق أمام العبادة الحق لحساب الأهواء المتعددة ، وهذا التيار يحتوي بين دفتيه على جميع الأنماط البشرية من الذين استذلهم الشيطان . يحتوي على الرعاع والغوغاء والدهيماء . وفي نفس الوقت يضم أصحاب الملابس النظيفة والياقات البيضاء ، أصحاب الأموال والأولاد وفصاحة اللسان . يقول تعالى : ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة ) [4] . فهم أصحاب أزياء حسنة ، وصباحة في المنظر ، وتناسب في الأعضاء . إذا رآهم الرائي أعجبته أجسامهم ، وإذا سمع السامع كلامهم مال إلى الاصغاء إلى قولهم . لحلاوة ظاهره وحسن نظمه ، ورغم كل هذا إلا أن الحقيقة ، أن هؤلاء كالخشب المسندة . أشباح بلا أرواح ، لا خير فيها ولا فائدة ، لأنهم لا يفقهون . وكيف يفقه من صد عن سبيل الله بكل ما يملك من الأموال وأولاد . قال تعالى : ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم * إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ) [5] . أخبر سبحانه بأن أموالهم وأولادهم ليس من النعمة التي تهتف لهم بالسعادة ، بل من النقمة التي تجرهم إلى الشقاء . وأبواب الشقاء مفتوحة لجميع من أعرض عن ذكر الله ، قال تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم
[1] سورة المنافقون : الآية 4 . [2] سورة البقرة : الآية 76 . [3] سورة آل عمران : الآية 119 . [4] سورة المنافقون : الآية 4 . [5] سورة التوبة : الآية 55 .
52
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 52