نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 523
هذا الوقت ربما شكك أعداؤه فيما تفاخر به . وبالذات بعد خروج السيدة عائشة . فهذا الخروج أوجد التباسا شديدا في تحديد من هم أهل البيت . وهذا التحديد وإن كان عتم عليه في عالم اللارواية . إلا أنه بعد خروج السيدة عائشة زاد التعتم وأضيف إليه الالتباس . فإذا ادعى علي أنه من أهل البيت . جاءه صوت من دائرة الجمل يقول إنه ليس وحده من أهل البيت . بل إنه إذا كان من أهل البيت فإن يده ملطخة بدم عثمان ومن كان كذلك سقطت عنه دعوى أن الله أذهب عنه الرجس وطهره تطهيرا . ومن دخل في هذه الدائرة فليس له حق في قيادة المسلمين . وللمسلمين أن يختاروا وأصحاب السوابق كثير . منهم طلحة والزبير ومعاوية الذي يراقب وغير هؤلاء كثير . . لهذا كله كان الحديث عن المناقب على لسان أمير المؤمنين تواجهه عقبات ستدخل المسلمين في جدل طويل . وهناك من يضع البصرة كهدف هجوم لعملياته الحربية . وكان لا بد أن تأتي المناقب من روايات الساحة ليشهد الإمام لها ويشهد الناس عليها . ولقد رأينا فيما سبق كيف أن ابن عباس جاء بالتحذير الذي حول عمار من داخل الساحة ولم يتحدث هو به . ربما لقربه من الإمام . وشاء الله تعالى أن تكون البداية من داخل الساحة كي تقام الحجة بلا شبهة . لقد جاءت الرواية ليقف أمير المؤمنين منها موقف الذي يستفسر أولا ثم يقيم الحجة ثانيا . عن رياح بن الحرث قال : جاء رهط إلى علي بالرحبة [1] . فقالوا : السلام عليك يا مولانا . قال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب ، فقالوا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم : " من كنت مولاه فإن هذا مولاه " قال رياح : فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء ، قالوا : نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري " [2] .
[1] الرحبة / فضاء وفسحة ورحبة المسجد ساحته . [2] أخرجه أحمد وقال الهيثمي رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات ( الفتح الرباني 126 / 23 ) ، ( مجمع الزوائد 104 / 9 ) وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رجاله ثقات وأورده ابن كثير في البداية ( البداية 512 / 5 ) .
523
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 523