responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 521


ولخطورة ضربات سيف علي وما سيترتب عليها حمل عمار أقوى تحذير على الاطلاق : " تقتله الفئة الباغية . يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " وهذا في حد ذاته دعوة للتفكير . فأي قوات ستجابه جيشا فيه عمار . لا يمكن أن تقطع بأن عمارا سيخرج من المعركة سالما وأنه لن يصيبه ما يؤدي إلى قتله . وعلى هذا فمن الواجب أن تعيد هذه القوات ترتيب أوراقها في اتجاه التوبة . وإذا كان هذا التحذير يحيط بعمار . فإن هناك تحذيرا آخر حملته الصحابة منهم أبو رافع .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا .
حق على الله جهادهم . فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه . ومن لم يستطع بلسانه فبقلبه . ليس وراء ذلك شئ " [1] ، وذلك حتى لا يدق في أرضية الصحابة أوتاد يأتي عليها الشارد والوارد والسابق واللاحق . وما هي إلا أوتاد فتن لا تصيب الذين ظلموا خاصة بل تتعداهم إلى غيرهم .
ولقد فطن عبد الله بن عباس للتحذير الذي حول عمار . فأراد أن يسمعه الناس بعد بيعة علي بن أبي طالب . حتى يكونوا على بينة من أمرهم قبل أن يفتح طريق البغي . فعن عكرمة أن ابن عباس قال له ولابنه علي : انطلقا إلى أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه . قال : فانطلقنا فإذا هو في حائط له . فلما رآنا أخذ رداءه فجاءنا . فقعد . فأنشأ يحدثنا . حتى أتى على ذكر بناء المسجد قال : كنا نحمل لبنة وعمار بن ياسر يحمل لبنتين . فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل ينفض التراب عنه ويقول : يا عمار ألا تحمل لبنة كما يحمل أصحابك .
قال : إني أريد الأجر من الله . فجعل ينفض التراب عنه ويقول : ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " [2] ، والدعوة إلى النار لها أصول تحدث عنها حذيفة من قبل وذلك عندما قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : " فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم دعاة إلى أبواب جهنم من



[1] رواه الطبراني وقال الهيثمي فيه يحيى ابن الحسين لم أعرفه وبقية رجاله ثقات ( الزوائد 134 / 9 ) .
[2] رواه أحمد والبخاري ( الفتح الرباني 331 / 22 ) .

521

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 521
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست