نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 520
ويدعونه إلى النار . باختصار كان عمار حجة على البغاة . حجة على أول طريقهم وحجة على نهاية طريقهم . وليس معنى أنه قتل في آخر الطريق أنه لم يكن له وجود في أول الطريق . لأن عمارا بمثابة مشعل على طريق طويل . وهذا المشعل وقوده عند علي بن أبي طالب . قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار : " يا عمار إن رأيت عليا قد سلك واديا . وسلك الناس واديا غيره . فاسلك مع علي ودع الناس . إنه لن يدلك على ردى ولن يخرجك من الهدى " [1] ، لهذا كان حذيفة يقول بعد مقتل عثمان : " آمركم أن تلزموا عمارا . قالوا : إن عمارا لا يفارق عليا . قال : إن الحسد هو أهلك الجسد . وإنما ينفركم من عمار قربه من علي . فوالله لعلي أفضل من عمار أبعد ما بين التراب والسحاب . وإن عمارا لمن الأحباب " [2] ، وإذا كان طريق علي بن أبي طالب واضحا وضوح الشمس في كبد السماء فإن طريق عمار واضح أيضا فهو ما عرض عليه أمران قط إلا اختار الأرشد منهما [3] وهو على الفطرة [4] ، وأجاره الله من الشيطان على لسان نبيه [5] ، ومن عاداه عاداه الله ومن أبغضه أبغضه الله [6] . باختصار كان عمار يحمل مؤهلات طريق علي بن أبي طالب . وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال لعلي : " يا علي ستقاتلك الفئة الباغية وأنت على الحق فمن لم ينصرك يومئذ فليس مني " [7] ، فإنه قال لعمار الذي يحمل معالم الجندية على طريق علي : " ستقتلك الفئة الباغية وأنت على الحق . فمن لم ينصرك يومئذ فليس مني " [8] . وطريق علي بن أبي طالب يبدأ من أول خطوة رفع فيها علي سيفه .
[1] رواه الديلمي ( كنز العمال 614 / 11 ) . [2] رواه الطبراني وقال الهيثمي رجاله ثقات ( الزوائد 243 / 7 ) . [3] رواه أحمد ( الفتح 330 / 22 ) والحاكم وصححه ( المستدرك 388 / 3 ) ، والترمذي وصححه ( الجامع 668 / 5 ) . [4] رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات ( الزوائد 295 / 9 ) . [5] رواه البخاري في مناقب عمار ( الصحيح 305 / 2 ) . [6] رواه أحمد وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح ( الزوائد 293 / 9 ) . [7] رواه ابن عساكر ( كنز العمال 613 / 11 ) . [8] رواه ابن عساكر ( كنز العمال 351 / 11 ) .
520
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 520