نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 519
يدري المقتول في أي شئ قتل . ولا يرى القاتل إلا طعاما له بريق . والقاتل والمقتول لا يدريان شيئا عن الحقيقة . لأن الراية عمية ومرفوعة في ساحات العصبية . وقد يكون قتال الرجل في هذه الساحات لينصر عصبته . ولكن الحقيقة أن هذا الغضب والقتال والنصر سيصب في نهاية المطاف داخل سلة رؤوس البغاة . ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لو أن الناس اعتزلوهم " لأن في الاعتزال نجاة من الموتة الجاهلية يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات فميتته جاهلية " [1] ، وقال : " من قتل تحت راية عمية ينصر العصبية ويغضب للعصبية فقتلته جاهلية " [2] . وفي عصر الإمام علي قال الإمام : قد قامت الفئة الباغية . فأين المحتسبون . أي أين طلاب الأجر ؟ ثم قال : لكل ضال علة . ولكل ناكث شبهة . كأنه يقول : إذا كانوا قد خرجوا فلا بد أن يكون لهم تأويل في خروجهم . وكل ناكث لا بد له من شبهة يستند إليها . ولأن الإمام خبير في معرفة الرجال . ولأنه يقاتل على التأويل كما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم على التنزيل . قال : والله لا أكون كمستمع اللدم . أي : لن يكون كالضبع . تسمع وقع الحجر بباب حجرها من يد الصائد . فتنخذل وتكف جوارحها إليها حتى يدخل عليه فيربطها . ولن يكون مقرا بالضيم راعنا ، يسمع المخبر عن القتلى فلا يكون عنده شئ من التغيير والإنكار . ومن رحمة الله تعالى أنه سبحانه جعل في عصر الصحابة من يرشدهم إلى طريق الصواب . على الرغم من سياسة اللارواية . فأبو ذر كان رواية متحركة في عهد ما وهذه الرواية ينطق بها صمت أبو ذر ويسمعها من أراد الله أن يقيم الحجة عليه . فالرواية المتحركة لها إيقاع خاص ومذاق خاص عند نمط خاص . وكان أبو ذر يبشر الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار . وفي عصر الإمام علي كان عمار رواية متحركة ، حجة بذاتها على نوع خاص يدعوهم إلى الجنة
[1] رواه أحمد ومسلم ( الفتح الرباني 52 / 23 ) . [2] رواه مسلم وابن ماجة ( كنز العمال 509 / 3 ) .
519
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 519