responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 518


كان دم عثمان قبلهم . فالواجب أن ينكروا على أنفسهم قبل إنكارهم على غيرهم . وقال : إن معي لبصيرتي . أي عقلي أي أوضح النبي صلى الله عليه وآله وسلم لي كل شئ وعرفنيه . وإنها للفئة الباغية . أي الفئة التي وعدت بخروجها علي ثم ذكر بعض العلامات . وقال : إن الأمر لواضح . وقوله هذا يؤكد به عند نفسه وعند غيره . أن هذه الجماعة هي تلك الفئة الموعود بخروجها . ثم أخبر :
وقد ذهب الباطل وزاح . وخرس لسانه . ثم أقسم : ليملأن لهم حوضا هو ماتحه - يسقيهم من فوقه - وهذه كناية عن الحرب والهجاء وما يتعقبهما من القتل والهلاك [1] .
وبعد أن كشف الإمام النقاب عن بداية حرب البغاة التي تحمل أسماء مختلفة وتدور رحاها في ميادين مختلفة . بين أن البغاة يسيرون نحو هدف واحد يقتلون عليه بعضهم بعضا ويبذلون في سبيله كل نفيس . وهذا الهدف هو الحكم . قال الإمام بعد نكث طلحة والزبير : " كل واحد منهم يرجو الإمام له .
ويعطفه عليه دون صاحبه ولا يمتان [2] إلى الله بحبل ولا يمدان إليه بسبب . كل واحد منهما حامل ضب [3] لصاحبه . وعما قليل يكشف قناعه به . والله لئن أصابوا الذي يريدون لينتزعن هذا نفس هذا . وليأتين هذا على هذا . قد قامت الفئة الباغية فأين المحتسبون [4] . قد سنت لهم السنن . وقدم لهم الخير . ولكل ضال علة . ولكل ناكث شبهة . والله لا أكون كمستمع اللدم [5] . يسمع الناعي ويحضر الباكي . ثم لا يعتبر " [6] .
فطريق البغي لا يتمسك بحبل الله وأصحاب الرؤوس الكبيرة من صفاتهم أن كل واحد منهم يريد الأمر لنفسه . ولأن هذه هي الحقيقة فإن تحت راياتهم لا



[1] ابن أبي الحديد 151 / 3 .
[2] يمتان / يتوسلان .
[3] انصب / الحقد .
[4] المحتسبون / طالبو الأجر
[5] مستمع اللدم / كناية عن الضبع حين تسمع وقع الحجر فتستسلم للصائد .
[6] ابن أبي الحديد 206 / 3 .

518

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 518
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست