نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 517
4 - نظرات على طريق البغي : عندما بلغ أمير المؤمنين عليا ما استقر عليه طلحة والزبير . قال : والله ما أنكروا منكرا . ولا جعلوا بيني وبينهم نصفا [1] وإنهم ليطلبون حقا هم تركوه . ودماهم سفكوه . فإن كنت شريكهم فيه . فإن لهم نصيبهم منه . وإن كانوا ولوه دوني فما المطالبة إلا قبلهم . وإن أول عدلهم للحكم على أنفسهم . وإن معي لبصيرتي . ما لبست ولا لبس علي . وإنها للفئة الباغية فيها الحمأ والحمة [2] . والشبهة المغدقة [3] . وإن الأمر لواضح . وقد زاح الباطل عن نصابه ( 4 ) . وانقطع لسانه عن شغبه ( 5 ) . وأيم الله لأفرطن لهم حوضا أنا ماتحه ( 6 ) . لا يصدرون عنه بري ، ولا يعبون ( 7 ) بعده من حسي " ( 8 ) . قال ابن أبي الحديد : والمعنى : والله ما أنكروا علي أمرا هو منكر في الحقيقة . وإنما أنكروا ما الحجة عليهم فيه لا لهم . وحملهم على ذلك الحسد وحب الاستئثار بالدنيا . وقال : ولا جعلوا بيني وبينهم نصعا أي وسيطا يحكم وينصف . بل خرجوا عن الطاعة بغتة . وإنهم ليطلبون حقا تركوه . أي يظهرون أنهم يطلبون حقا بخروجهم إلى البصرة . وقد تركوا الحق بالمدينة . وقال : إن هؤلاء خرجوا ونقضوا البيعة . وقالوا : إنما خرجنا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وإظهار العدل وإحياء الحق . وإماتة الباطل . وأول العدل أن يحكموا على أنفسهم . فإنه يجب على الإنسان أن يقضي على نفسه ثم على غيره . وإذا
[1] النصف / الأنصاف . [2] الحمأ / الطين الأسود ، حمة العقرب / سمها . [3] الشبهة المغدقة / أي الخفية . أي بعد وذهب عن مركزه ومقره . ( 5 ) الشغب / تهييج الشر . ( 6 ) لأفرطن لهم حوضا / أي لأملأن ، الماتح / المستفي من فوق . ( 7 ) العب / الشرب بلا مص كما تشرب الدابة . ( 8 ) الحس / ماء كامن في رمل يحفر عنه .
517
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 517