نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 507
وعلى الرغم من أن مساحة اللارواية قد عتمت على تحذيرات كثيرة وتبشيرات أكثر ، إلا أن الحجة كانت قائمة حتى في هذه العتمة . وكان العديد من الصحابة يعلمون أن لهم يوما يبتلون فيه وأن الجمل سيكون علامة ناصعة في هذا اليوم . فعن عمير بن سعيد قال : كنا جلوسا مع ابن مسعود وأبو موسى عنده . فأخذ الوالي رجلا فضربه وحمله على جمل ، فجعل الناس يقولون : الجمل الجمل . فقال رجل : يا أبا عبد الرحمن هذا الجمل الذي كنا نسمع ؟ قال : فأين البارقة [1] . فمن هذا كله نستطيع القول بأن الحجة على الأحداث قد قامت على الجيل الأول وذلك في إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالغيب عن ربه جل وعلا . ويمكن أن نقول . إن الضجيج الذي حدث في مكة وإن كان مظهره يحمل قميص عثمان . إلا أن جوهره بخلاف ذلك . فالذين نكثوا البيعة أرادوا شق الأمة بوضع السيدة عائشة في أعلى مربع أهل البيت ليقطعوا الطريق على علي بن أبي طالب . والدليل على ذلك ما حدث أثناء الهياج عندما هب الناس للبحث عن الحقيقة . فلقد ذهبوا إلى أكابر الصحابة وقتئذ ليعرفوا من هم أهل البيت . روى الإمام مسلم أن يزيد بن حبان وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم . ذهبوا إلى زيد بن أرقم فقال له حصين : من أهل بيته يا زيد . أليس نساؤه من أهل بيته . فقال زيد : لا - وفي رواية - نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده " [2] ، قال النووي : نساؤه لا يدخلن فيمن حرم الصدقة [3] . وسيأتي متابعة حرمة الناس في هذا الوقت في حينه . ومن الدليل أيضا على أن المقصود من حركة الناكثين الإطاحة بعلي من دائرة أهل البيت . أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن هذا الالتباس سيحدث . وأوصى بعلي . وذلك فيما رواه حذيفة قال : كيف أنتم وقد خرج أهل بيت نبيكم صلى الله عليه وسلم فرقتين . يضرب بعضهم وجوه بعض . قالوا :
[1] رواه الطبراني وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح ( الزوائد 237 / 7 ) . [2] رواه مسلم ( الصحيح 179 / 15 ) في فضل على ما . [3] النووي شرح مسلم ( 180 / 15 )
507
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 507