نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 508
يا أبا عبد الله . وإن هذا لكائن ! وقال بعض أصحابه : فكيف نصنع إن أدركنا ذلك الزمان ؟ قال : انظروا الفرقة التي تدعوا إلى أمر علي فإلزموها فإنها على الهدى [1] . وعلى هذا وذاك يمكن القول بأن الناكثين خلطوا الأمور أمام السيدة عائشة . فخرجت للإصلاح ولكنهم ساروا بها في طريق شق الصف . وعندما نبحت عليها كلاب الحوأب . أرادت الرجوع ولكنهم قالوا لها : تقدمي ويراك الناس ويصلح الله عزو جل ذات بينهم [2] . وتقدمت السيدة عائشة . ومن ورائها تحذير يخوفها من الشيطان . روى البخاري عن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال : " ها هنا الفتنة - ثلاث مرات - من حيث يطلع قرن الشيطان " [3] ، لقد كانت الأهواء تحيط بمسكن أم المؤمنين . ويريد أصحابها شق الصف أولا : ليبحث كل صاحب هوى عن كرسي له ثانيا : يركب به على أعناق الأمة . ولم تتبين أم المؤمنين هذه الأهواء في وقتها . ولكنها علمت حقيقتها بعد ذلك . فلم تجد رضي الله عنها إلا الدمع تعبر به عن ندم طويل [4] . وسنذكر ذلك بتفاصيله في حينه . 2 - الناكثون في أعماق الحجة : كان الإمام علي يعلم إلى أين ستنتهي الأحداث . أولا : لأن هناك نصا أنه سيقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين . ومن كان هذا شأنه فلا بد أن يعرف البدايات التي ستنتهي إلى ميدان القتال . وثانيا : لأنه كان قد تعلم رؤوس الفتن ورؤوس النفاق ، روى أنه قال : " ما من ثلاثمائة تخرج إلا ولو شئت سميت
[1] رواه البزار وقال الهيثمي رجاله ثقات ( الزوائد 236 / 7 ) . [2] رواه الحاكم ( المستدرك 120 / 3 ) . [3] رواه البخاري ( فتح الباري حديث رقم 3104 ، ص 243 / 6 ط الربان ) ، ومسلم ( الصحيح 31 / 18 ) ، والإمام أحمد والترمذي ( الفتح الرباني 18 / 24 ) . [4] ندم السيدة عائشة رواه الطبراني ( الزوائد 238 / 7 ) وابن سعد ( الطبقات 74 / 8 ) والحاكم ( المستدرك 6 / 4 ) .
508
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 508