نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 494
القطيفة هي التي خرجت بها من بيتي - أو قال - من المدينة [1] ، وروى أن عليا قال : أيها الناس والله الذي لا إله إلا هو ما رزأت من مالكم قليلا ولا كثيرا إلا هذه . وأخرج قارورة من كم قميصه فيها طيب وقال : أهداها إلي داهقان [2] وروى أنه كان يختم على الجراب الذي فيه دقيق الشعير الذي يأكل منه . ويقول : لا أحب أن يدخل بطني إلا ما أعلم [3] ، وروى أنه لم يبن آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة وكان يأتي بحبوية من المدينة في جراب ليأكل منها [4] وروى أنه كان يكنس بيت المال كل جمعة ويصلي فيه ركعتين ويقول : ليشهد لي يوم القيامة [5] . والإمام علي بن أبي طالب لم يطالب بفدك وهي حقه . ليس لأن الزمان كان زمان ثورة على المال والذهب والفضة ومطالبته بها سيفتح عليه أبوابا . وإنما لأن فدك كانت ابتلاء لعصر . وإذا كان الإمام لم يأخذ حقه ومفتاح بيت المال في يده . فهو أيضا لم يطالب بفدك وهو على رأس السلطة . وذلك لأنه كان يتعامل مع الأحداث من باب إقامة الحجة ووفقا لمتطلبات الدعوة أما عن أمواله روى أنه قال : " بلى كانت في أيدينا فدك . من كل ما أظلته السماء . فشحت عليها نفوس قوم . وسخت عنها نفوس أخرين . ونعم الحكم الله . وما أصنع بفدك وغير فدك " [6] ، وشرح ابن أبي الحديد كلام الإمام فقال : أبي لا مال لي . ولا اقتنيت فيما مضى مالا . وإنما كانت في أيدينا فدك . فشحت عليها نفوس قوم ( أي نحلت ) وسخت عنها نفوس آخرين . ( أي سامحت واغضت ) ، ثم بين الإمام بعد ذلك . أن تقلله واقتصاره من المطعم والملبس على الجشب والخشن رياضة لنفسه . وأنه يعمل ذلك خوفا من الله . فالرياضة هنا هي رياضة في الحقيقة
[1] البداية والنهاية 3 / 8 . [2] رواه مسدد والحاكم ( كنز العمال 168 / 13 ) . [3] الكامل 201 / 3 . [4] الكامل 201 / 3 . [5] الإمام أحمد في الزهد ( كنز العمال 182 / 13 ) . [6] ابن أبي الحديد 823 / 4 .
494
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 494