responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 493


وصريع مبتلي . وعائد يعود وآخر بنفسه يجود . وطالب للدنيا الموت يطلبه .
وغافل وليس بمغفول عنه . . " [1] ، وقال : " أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي ضرب الأمثال ، ووقت لكم الآجال . وألبسكم الرياش [2] . وأرفغ لكم المعاش [3] . وأحاط بكم الاحصاء ، وأرصد [4] لكم الجزاء . وآثركم بالنعم السوابغ ، والرفد الروافغ [5] . وأنذركم بالحجج البوالغ [6] . فأحصاكم عددا .
ووظف لكم مددا . وفي قرارة خبرة . ودار عبرة . وأنتم مختبرون فيها .
ومحاسبون عليها " [7] .
فهكذا كان أمير المؤمنين يخاطب رقعة واسعة عليها العديد من النبلاء .
وكان أمير المؤمنين خير قدوة لسياسة الدنيا والآخرة . يقول الشعبي : دخلت الكوفة وأنا غلام . فإذا أنا بعلي بن أبي طالب قائما على صبرتين [8] من ذهب وفضة . ومعه محففة . وهو يطرد الناس بمحففته . ثم يرجع إلى المال فيقسمه .
بين الناس . حتى لم يبق منه شيئا . ثم انصرف ولم يحمل إلى بيته قليلا ولا كثيرا . فرجعت إلى أبي فقلت له : لقد رأيت اليوم خير الناس أو أحمق الناس .
قال : من هو يا بني ؟ قلت : علي بن أبي طالب أمير المؤمنين . رأيته يصنع كذا .
فقصصت عليه ، فبكى أبي وقال : يا بني بل رأيت خير الناس [9] ، وروى ابن كثير عن ابن عنترة عن أبيه قال : دخلت على علي بن أبي طالب وعليه قطيفة وهو يرعد من البرد . فقلت : يا أمير المؤمنين . إن الله قد جعل لك ولأهل بيتك نصيبا في هذا المال وأنت ترعد من البرد . فقال : إني والله لا أرزأ من مالكم شيئا . وهذه



[1] ابن أبي الحديد 632 / 2 .
[2] الرياش / اللباس .
[3] أرفغ / أي واسعا خصبا .
[4] أرصد / أي أعد .
[5] الرفد الروافغ / الواسعة .
[6] أي الظاهرة المبنية .
[7] ابن أبي الحديد 429 / 2 .
[8] أي ما جمع بلا كيل ولا وزن .
[9] ابن أبي الحديد 414 / 1 .

493

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 493
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست