responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 492


الله سبحانه : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) [1] ، وقال تعالى : ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم ) [2] ، فلم يستنصركم من ذل . ولم يستقرضكم من قل . استنصركم وله جنود السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم . واستقرضكم وله خزائن السماوات والأرض وهو الغني الحميد .
وإنما أراد أن يبلوكم أيكم أحسن عملا . فبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران الله في داره . رافق بهم رسله . وأزارهم ملائكته . وأكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا . وصان أجسادهم أن تلقى لغوبا ونصبا : " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " [3] .
مما سبق يتبين أن المتكلم حجة . همته بالله وشغله فيه وفراره إليه . وكان الإمام يقول مخاطبا ساحة عريضة اكتنز فيها الذهب والفضة " لطلب المال والثروة أسرع من خراب دين الرجل من ذئبين ضاريين باتا في حظيرة غنم . ما زالا فيها حتى أصبحا [4] ، وقال : " الزهد كله بين كلمتين من القرآن " . قال الله سبحانه :
* ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ) [5] ، ومن لم يأس على الماضي ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه " [6] ، وقال : " فلا تنافسوا في عز الدنيا وفخرها . ولا تعجبوا بزينتها ونعيمها . ولا تجزعوا من ضرائها وبؤسها .
فإن عزها وفخرها إلى انقطاع . وزينتها ونعيمها إلى زوال . وضراءها وبؤسها إلى نفاد . وكل مدة فيها إلى انتهاء . وكل حي فيها إلى فناء . أوليس لكم في آثار الأولين مزدجر . وفي آبائكم الأولين تبصرة ومعتبر إن كنتم تعقلون . أولم تروا إلى الماضين منكم لا يرجعون . وإلى الخلف الباقين لا يبقون . أو لستم ترون أهل الدنيا يمسون ويصبحون على أحوال شتى : فميت يبكي . وآخر به يعزي



[1] سورة محمد : الآية 7 .
[2] سورة الحديد : الآية 11 .
[3] ابن أبي الحديد 454 / 3 .
[4] رواه العسكري في المواعظ ( كنز العمال 718 / 3 ) .
[5] سورة الحديد : الآية 23 .
[6] ابن أبي الحديد 795 / 3 .

492

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 492
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست