responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 487


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الهادي هو علي بن أبي طالب " [1] .
وبعد أن بين الإمام مصادر الرواية بين ما ترتب على ذلك من اختلاف :
ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام . فيحكم فيها برأيه . ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره . فيحكم فيها بخلاف قوله . ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم . فيصوب آراءهم جميعا وإلههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد . أفأمرهم الله تعالى بالاختلاف فأطاعوه . أم نهاهم عنه فعصوا . أم أنزل الله سبحانه دينا تاما فقصر الرسول عن تبليغه وأدائه . والله تعالى يقول : ( ما فرطنا في الكتاب من شئ ) [2] ، وفيه تبيان كل شئ . وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا وأنا لا اختلاف فيه : ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) [3] ، وأن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق . لا تفنى عجائبه . ولا تنقضي غرائبه ولا تكشف الظلمات إلا به " [4] .
وبعد أن بين الإمام اختلاف الرواة وما ترتب عليه من اختلاف الفتوى . فتح أبواب البحث : أيها الناس إنه من استنصح الله وفق . ومن اتخذ قوله دليلا هدى للتي هي أقوم . فإن جار الله آمن . وعدوه خائف . وإنه لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعظم . فإن رفعة الذين يعلمون ما عظمته أن يتواضعوا له . وسلامة الذين يعلمون ما قدرته أن يستسلموا له . فلا تنفروا من الحق نفار الصحيح من الأجرب . والباري من ذي السقم . واعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه . ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه . ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه . فالتمسوا ذلك عند أهله . فإنهم عيش العلم . وموت الجهل ، هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم . وصمتهم عن منطقهم .
وظاهرهم عن باطنهم ، لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه . فهو بينهم شاهد



[1] رواه ابن جرير ( الفتح الرباني 185 / 18 ) .
[2] سورة الأنعام : الآية 38 .
[3] سورة النساء : الآية 82 .
[4] ابن أبي الحديد 233 / 1 .

487

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 487
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست