نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 483
الطاهرين [1] . ومن هذا العهد نرى أن الإمام كان يختار الولاة وفقا لقاعدة لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ثم يزوده بالتعليمات التي تسوق الناس إلى صراط الله المستقيم . ويراقبه بعيون ليس لها مصلحة إلا ابتغاء مرضاة الله . فإن أخطأ الوالي شهد عليه من لا شبهة فيه عند الإمام وعند الناس . ومن هذا كله علمنا أن الإمارة لم تكن في عهد الإمام وجاهة ونبالة وقتلا من أجل مزيد من الخراج . ولكنها كانت مهمة ترفق بالإنسان لتكون فطرته مهيأة لاستقبال النور . ولقد رأينا من قبل كيف كان الإمام يوصي عماله على الصدقة بالرحمة بالحيوان وأن لا يحول بين ناقة وبين فصيلها . ولا يجهدنها ركوبا وليعدل بين صواحباتها في ذلك وبينها . إلى غير ذلك ، فالرحمة كانت عنوانا أصيلا يقف الإنسان تحت ظله شامخا بإنسانيته . وروي عن الإمام أنه قال : " من كانت له إلي فيكم حاجة . فليرفعها في كتاب . لأصون وجوهكم من المسألة [2] . وبهذا تعبر المشاعر الإنسانية جسورا بزاد الرضى وهي تسلك طريقها إلى ربها . 0 قرار رواية العلم ومنع القص : لم يأت قرار رواية العلم إلا بعد أن وقف الإمام علي على باب مدينة العلم . روي أنه في أول خلافته خطب فأرشد الناس إلى كتاب الله وقال : " إن الله تعالى سبحانه أنزل كتابا هاديا بين فيه الخير والشر . فخذوا نهج الخير تهتدوا . واصرفوا عن سمت الشر [3] تقصدوا [4] . الفرائض الفرائض . أدوها إلى الله تودكم إلى الجنة . إن الله حرم حراما غير مجهول . وأحل حلالا غير مدخول . وفضل حرمة المسلم على الحرم كلها . وشد بالإخلاص والتوحيد حقوق
[1] ابن أبي الحديد 23 / 5 . [2] العقد الفريد 276 / 1 . [3] أي أعرضوا عن طريقه . [4] تقصدوا : أي تعدلوا . والقصد : العدل .
483
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 483