responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 474


حيث وقع .
قال ابن أبي الحديد : نهاه رضي الله عنه أن يتخذ بطانة قد كانوا من قبل بطانة للظلمة . وذلك لأن الظلم وتحسينه قد صار ملكة ثابتة في أنفسهم . فبعيد أن يمكنهم الخلو منها إذ قد صارت كالخلق الغريزي اللازم لتكرارها وصيرورتها عادة . فقد جاءت النصوص في الكتاب والسنة بتحريم معاونة الظلمة ومساعدتهم وتحريم الاستعانة بهم . فإن من استعان بهم كان معينا لهم قال تعالى : ( وما كنت متخذ المضلين عضدا ) [1] ، وقال : ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ) [2] ، ثم يقول الإمام في كتابه :
" والصق بأهل الورع والصدق . ثم رضهم على ألا يطروك ولا يبجحوك بباطل لم تفعله . فإن كثرة الاطراء تحدث الزهو . وتدني من العزة . ولا يكونن المحسن والمسئ عندك بمنزلة سواء . فإن في ذلك تزهيدا لأهل الاحسان في الاحسان . وتدريبا لأهل الإساءة على الإساءة . وألزم كلا منهم ما ألزم نفسه .
واعلم أنه ليس شئ بأدعى إلى حسن ظن وال برعيته من إحسانه إليهم . وتخفيفه المؤونات عليهم . وترك استكراهه إياهم على ما ليس له قبلهم . فليكن منك في ذلك أمر يجتمع لك به حسن الظن برعيتك . فإن حسن الظن يقطع عنك نصبا طويلا . وإن أحق من حسن ظنك به لمن حسن بلاؤك عنده . . . واعلم أن الرعية طبقات لا يصلح بعضها إلا ببعض . ولا غنى ببعضها عن بعض . فمنها جنود الله . ومنها كتاب العامة والخاصة . ومنها قضاة العدل . ومنها عمال الإنصاف والرفق . ومنها أهل الجزية والخراج من أهل الذمة ومسلمة الناس .
ومنها التجار وأهل الصناعات . ومنها الطبقة السفلى من ذوي الحاجات والمسكنة . وكل قد سمى الله له سهمه . ووضع على حده وفريضته في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وآله عهدا منه عندنا محفوظا .
فالجنود بإذن الله حصون الرعية ، وزين الولاة ، وعز الدين ، وسبل الأمن .



[1] سورة الكهف : الآية 51 .
[2] سورة المجادلة : الآية 22 .

474

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 474
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست