نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 473
خاصة أهلك . ومن لك هوى فيه من رعيتك . فإنك إلا تفعل تظلم . ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده . ومن خاصمه الله أدحض حجته . وكان لله حربا حتى ينزع أو يتوب . وليس شئ أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم . فإن الله يسمع دعوة المضطهدين . وهو للظالمين بالمرصاد . وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق . وأعمها في العدل . وأجمعها لرضا الرعية . فإن سخط العامة يجحف برضا الخاصة . وإن سخط الخاصة يغتفر مع رضا العامة . قال ابن أبي الحديد : قال له : أنصف الناس من نفسك ومن ولدك وخاصة أهلك ومن تحبه وتميل إليه من رعيتك فحتى لم تفعل ذلك كنت ظالما . ثم قال الإمام : وليكن أبعد رعيتك منك . وأشنأهم عندك أطلبهم لمعايب الناس . فإن في الناس عيوبا الوالي أحق من سترها ، فلا تكشفن عما غاب عنك منها . فإنما عليك تطهير ما ظهر لك . والله يحكم على ما غاب عنك . فاستر العورة ما استطعت . يستر الله منك ما تحب ستره من رعيتك . أطلق عن الناس عقدة كل حقد . واقطع عنك سبب كل وتر . وتغاب عن كل ما لا يضح لك . ولا تعجلن إلى تصديق ساع . فإن الساعي غاش وإن تشبه بالناصحين . ولا تدخلن في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل . ويعدك الفقر . ولا جبانا يضعفك عن الأمور . ولا حريصا يزين لك الشره بالجور . فإن البخل والجبن والحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله . إن شر وزرائك من كان قبلك للأشرار وزيرا . ومن شكرهم في الآثام فلا يكن لك بطانة . فإنهم أعوان الأئمة . وإخوان الظلمة . وأنت واجد منهم خير الخلف ممن له مثل آرائهم ونفاذهم . وليس عليه مثل آصارهم وأوزارهم وآثامهم . ممن لم يعاون ظالما على ظلمه . ولا آثما على إثمه . أولئك أخف عليك مؤونة وأحسن لك معونة . وأحنى عليك عطفا . وأقل لغيرك إلفا . فاتخذ أولئك خاصة لخلواتك وحفلاتك . ثم ليكن آثرهم عندك أقولهم بمر الحق لك . وأقلهم مساعدة فيما يكون منك مما كره الله لأوليائه . واقعا ذلك من هواك
473
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 473