responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 475


وليس تقوم الرعية إلا بهم . ثم لا قوام للجنود إلا بما يخرج الله لهم من الخراج الذي يقوون به على جهاد عدوهم . ويعتمدون عليه فيما يصلحهم . ويكون من وراء حاجتهم . ثم لا قوام لهذين الصنفين إلا بالصنف الثالث من القضاء والعمال والكتاب ، لما يحكمون من المعاقد . ويجمعون من المنافع . ويؤتمنون عليه من خواص الأمور وعوامها . ولا قوام لهم جميعا إلا بالتجار وذوي الصناعات . فيما يجتمعون عليه من مرافقتهم . ويقيمونه من أسواقهم . ويكفونهم من الترفق بأيديهم مما لا يبلغه رفق غيرهم .
ثم الطبقة السفلى من أهل الحاجة والمسكنة . الذين يحق رفدهم ومعونتهم . وفي الله لكل سعة . ولكل على الوالي حق بقدر ما يصلحه . وليس يخرج الوالي من حقيقة ما ألزمه الله تعالى من ذلك . إلا بالاهتمام والاستعانة بالله . وتوطين نفسه على لزوم الحق والصبر عليه فيما خف عليه أو ثقل . فول من جنودك أنصحهم في نفسك لله ولرسوله ولإمامك . وأطهرهم جنبا . وأفضلهم حلما . ممن يبطئ عن الغضب . ويستريح إلى العذر . ويرأف بالضعفاء [1] .
وينبو على الأقوياء [2] . وممن لا يثيره العنف [3] . ولا يقعد به الضعف [4] . ثم الصق بذوي المروءات والأحساب . وأهل البيوتات الصالحة . والسوابق الحسنة .
ثم أهل النجدة والشجاعة . والسخاء والسماحة . فإنهم جماع من الكرم . وشعب من العرف . ثم تفقد من أمورهم ما يتفقد الوالدان من ولدهما . ولا يتفاقمن في نفسك شئ قويتهم به . ولا تحقرن لطفا تعاهدتهم به وإن قل . فإنه داعية لهم إلى بذل النصيحة لك . وحسن الظن بك . ولا تدع تفقد لطيف أمورهم اتكالا على جسيمها . فإن لليسير من لطفك موضعا ينتفعون به . وللجسيم موقعا لا يستغنون عنه . وليكن أثر رؤوس جندك عندك من واساهم في معونته . وأفضل عليهم من جدته . بما يسعهم ويسمع من وراءهم من خلوف



[1] أي : الذي يقبل أدنى عذر ويستريح له ويسكن عنده . ويرفق بالضعفاء ويرحمهم .
[2] أي يتجافى عنهم ويبعد . أي لا يمكنهم من الظلم والتعدي على الضعفاء .
[3] أي لا يهيج غضبه عنف وقسوة .
[4] أي ليس عاجزا .

475

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست