نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 472
الأشتر يعتبر عهدا جامعا شاملا وهو أطول عهد . ولطوله سنورد فقرات منه ومن أراد أن يقف على الخطاب بطوله فعليه بالمطولات . قال الإمام بعد أن أمر بتقوى الله وإيثار طاعته واتباع ما أمر به في كتابه من فرائضه وسننه : . . . وأشعر قلبك الرحمة [1] للرعية . والمحبة لهم . واللطف بهم . ولا تكن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم . فإنهم صنفان : إما أخ لك في الدين . وإما نظير لك في الخلق [2] . يفرط منهم الزلل . وتعرض لهم العلل . ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ . فاعطهم من عفوك وصفحك . مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه . فإنك فوقهم . ووالي الأمر عليك فوقك . والله فوق من ولاك . وقد استكفاك أمرهم . وابتلاك بهم . ولا تنصبن نفسك لحرب الله [3] . فإنه لا يدي لك بنقمته . ولا غنى بك عن عفوه ورحمته . ولا تندمن على عفو . ولا يتبجحن بعقوبة . ولا تسرعن إلى بادرة وجدت عنها مندوحة . ولا تقولن إني مؤمر آمر فأطاع [4] . فإن ذاك إدغال [5] في القلب . ومنهكة للدين [6] . وتقرب من الغير . وإذا أحدث لك ما أنت فيه من سلطانك أبهة أو مخيلة . فانظر إلى عظم ملك الله فوقك . وقدرته منك على ما لا تقدر عليه من نفسك . فإن ذلك يطامن إليك طماحك . ويكف عنك من غربك [7] . ويفئ إليك بما عزب عنك من عقلك . إياك ومساماة الله في عظمته [8] . والتشبه به في جبروته . فإن الله يذل كل جبار ويهين كل مختال . أنصف الله [9] وأنصف الناس من نفسك . ومن
[1] أي إجعلها كالشعار له . [2] فالرعية إما أخوك في الدين أو إنسان مثلك تقتضي رقة الجنسية وطبع البشرية الرحمة له . [3] أي لا تبارزه بالمعاصي . [4] أي لا تقل : إني أمير ووال آمر بالشئ فأطاع . [5] الإدغال / الإفساد . [6] ومنهكة للدين : ضعف وسقم . [7] الغرب : حد السيد . [8] أي مباراته في السمو ، وهو العلو . [9] أي قم له بما فرض عليك من العبادات .
472
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 472