responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 414


المدينة ، فقال : بين يدي عقبة كؤود إن نجوت منها لا يضرني ما قلت ، وأن أقع فيها فأنا شر مما تقول [1] . وعند خروج أبي ذر ودعه الإمام علي بن أبي طالب وقال له : يا أبا ذر إنك غضبت لله فأرج من غضبت له ، إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك ، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه ، واهرب منهم بما خفتهم عليه ، فما أحوجهم إلى ما منعتهم وما أغناك عما منعوك وستعلم من الرابح غدا والأكثر حسدا ، ولو أن السماوات والأرضين كانتا على عبد رتقا ثم اتقى الله لجعل الله له منهما مخرجا ، ولا يؤنسك إلا الحق ولا يوحشك إلا الباطل ، فلو قبلت دنياهم لأحبوك ولو قرضت منها لأمنوك [2] وتوفي أبو ذر بالربذة ، وروى البلاذري أنه لما بلغ عثمان موت أبي ذر قال : رحمه الله ، فقال عمار : نعم فرحمه الله من كل أنفسنا ، فقال عثمان : يا عاص أبر أبيه أتراني ندمت على تسييره ، وأمر فدفع قفاه وعندما تدخل المهاجرون تركه [3] . وهكذا أقيمت الحجة على أصحاب الخواتم الذهبية والضياع الفاخرة والأراضي الواسعة لعلهم أن يرتبوا أوراقهم من جديد على طريق الدعوة . وإذا كان أبو ذر قد لفت الأنظار إلى أمراء بني أمية الذين يسلكون طريقا يتخذون فيه دين الله دخلا ، فإن عبادة بن الصامت أعلن احتجاجه هو أيضا على أصحاب هذه الدائرة ويعلن لا طاعة لمن عصى الله . وكان عبادة يومئذ بالشام ، وروي أن معاوية كتب إلى عثمان أن عبادة بن الصامت قد أفسد علي الشام وأهله فإما أم تكفف عني عبادة ، وإما أن أخلي بينه وبين الشام ، فكتب إليه عثمان : أن رحل عبادة حتى ترجعه إلى داره بالمدينة ، فبعث بعبادة حتى قدم إلى المدينة ، فدخل على عثمان في الدار فالتفت إليه فقال : يا عبادة بن الصامت ما لنا وما لك ، فقام عبادة بين ظهراني الناس فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سيلي أموركم بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون ،



[1] الإمتاع والمؤانسة 128 / 2 .
[2] ابن أبي الحديد 90 / 3 ، مروج الذهب 377 / 2 .
[3] البلاذري 5 / 54 ، اليعقوبي 2 / 150 .

414

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست