نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 413
لنبلاء قريش . وإنما المعنى أن يسمع ويطيع لهم عند قرارهم بنفيه وتسييره كي تنتقل الحجة من مكان إلى مكان دون عوائق يضعها أمام نفسه . وعندما بلغ سلعا ، وهي العلامة التي سينطلق عندها أبو ذر بدأت المحن . فلقد قام أبو ذر بإنذار الذين يكنزون الذهب والفضة . وبدأت القيادة في المدينة المنورة تضيق على عثمان . فعن الأحنف بن قيس قال : كنت بالمدينة فإذا برجل يفر الناس منه حين يرونه . قلت : من أنت ؟ قال : أنا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : ما يفر الناس ؟ قال : إني أنهاهم عن الكنوز بالذي كان ينهاهم عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم [1] . أبو ذر لمن حضر : أحدثكم إني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تتهمونني . ما كنت أظن أني أعيش حتى أسمع هذا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم [2] . وعندما وجدت الدولة أن أبا ذر بدأ يضرب في الاتجاه الآخر ، وأنه سيبعث رواية الأحاديث من جديد وستظهر الحقائق ، زادت من أعطية الناس حتى تغطي هذه الزيادة على عنوان " مال الله دولا " الذي ورد في الحديث . ولكن أبا ذر مضى في طريقه يحذر من نبلاء قريش ، فقال له رجل : إن أعطياتنا قد ارتفعت اليوم وبلغت ، هل تخاف علينا شيئا ؟ قال : أما اليوم فلا . ولكنها توشك أن تكون أثمان دينكم فدعوها وإياكم [3] . وانتهى الأمر بإخراج أبي ذر إلى الربذة واستقبل أبو ذر هذا القرار بالرضا التام ، لأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين " [4] . وبينما أبو ذر يستعد للخروج قال له رجل : أنت أبو ذر ؟ قال : نعم ، قال : لولا أنك رجل سوء ما أخرجت من
[1] رواه الإمام أحمد ( الفتح الرباني 371 / 22 ) . [2] مروج الذهب 276 / 2 ، ابن أبي الحديد 541 / 5 . [3] الحاكم ( المستدرك 522 / 4 ) . [4] رواه ابن حبان في صحيحه والضياء وأحمد وابن سعد ( كنز العمال 668 / 11 ) .
413
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 413