responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 412


قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك . ولكن هذا الصدق لا بد وأن يشع عند هدفه ليكون على الناس حجة ، لأن ما من شئ إلا من أجل هدف ومن وراء هذا الهدف حكمة . وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أمر أبا ذر فقال له :
" ويحك بعدي إذا رأيت البناء قد علا سلعا ، فالحق بالمغرب أرض قضاعة ، فإنه سيأتي عليكم يوم قاب قوسين ، أو رمح أو رمحين من كذا وكذا [1] . وذكر لأبي ذر أحداث وأحداث وقال له : " يا أبا ذر كيف أنت عند ولاه - وفي رواية : كيف أنت وأئمة من بعدي ! ! - يستأثرون عليك بهذا الفئ ؟ قال أبو ذر : والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي فأضرب به حتى ألحقك : قال : أفلا أدلك على خير لك من ذلك تصبر حتى تلقاني [2] .
وأمر النبي صلى الله عليه وآله بالصبر هو من نسيج أمره لأمير المؤمنين علي بأن لا ينازع ، لأن المقام مقام إقامة الحجة . وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل يقرأ هذه الآية : * ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا . . . ) * حتى فرغ من الآية ثم قال : يا أبا ذر كيف تصنع إن أخرجت من المدينة ؟ قال قلت :
إلى السعة والدعة أنطلق حتى أكون من حمام مكة . قال : كيف تصنع إن أخرجت من مكة ؟ قال قلت : إلى السعة والدعة إلى الشام والأرض المقدسة . فقال :
وكيف تصنع إن أخرجت من الشام ؟ قال قلت : إذا والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي . قال : أو خير من ذلك قال قلت : أو خير من ذلك . قال :
تسمع وتطيع وإن كان عبدا حبشيا [3] - وفي رواية - ألا أدلك على خير من ذلك تنقاد لهم حيث قادوك وتنساق لهم حيث ساقوك حتى تلقاني وأنت على ذلك [4] . وليس معنى أن يسمع ويطيع أن يجاريهم في سياستهم ، لأن خروجه لن يكون عندئذ له معنى وستكون علامة الصدق معطلة في حالة سمعه وطاعته



[1] ابن عساكر ( كنز العمال 188 / 11 ) والطبري في التاريخ ( تاريخ الأمم 66 / 5 ) .
[2] رواه الإمام أحمد ( الفتح الرباني 37 / 23 ) ، وابن سعد ولكن بلفظ كيف أنت إذا كان عليك أمراء الطبقات 226 / 4 ) .
[3] رواه أحمد وإسناده جيد ( الفتح الرباني 36 / 23 ) .
[4] رواه أحمد ( الفتح الرباني 108 / 23 ) .

412

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست