نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 411
يدخلوا " [1] . ولا ندري لماذا لم يسلك عثمان مسلك رسول الله الذي فضل بني هاشم على سائر قريش ، ورضي أن يفضل بني أمية في الدنيا بل وطمع أيضا في الآخرة . لقد كان لتدفق المال قصص وحكايات ، وكان على هذا المال تحذير من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا التحذير حمله أبو ذر الغفاري ، وشاء الله أن يحمله أبو ذر دون خلق الله حتى لا يتهم بأنه من بني هاشم فلا يسمع له . لقد خرج أبو ذر على طائفة النبلاء في أول طريقهم ، حتى لا تحدث كارثة في نهاية الطريق تتعداهم إلى غيرهم حتى قيام الساعة . وكان أبو ذر يحمل منقبة الصدق التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم على لسانه لتكون المنقبة حجة بذاتها على الصحابة في هذا الوقت . فعن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما قلت الغبراء ولا أظلت الخضراء عن رجل أصدق من أبي ذر [2] . وفي رواية : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم . فقال عمر بن الخطاب كالحاسد : يا رسول الله أنعرف ذلك له ؟ قال : نعم فاعرفوه [3] . قال أبو جعفر في مشكل الأثر : والمراد بالحديث التأكيد والمبالغة في صدقه ، وتأملنا هذا الحديث لنقف على المعنى الذي أريد به ، ما هو ؟ فكان ذلك عندنا والله أعلم على أنه كان رضي الله عنه في أعلى مراتب الصدق [4] ، ونحن نقول : إن لكل شئ توقيتا ، فأبو ذر كان في أعلى مراتب الصدق من يوم أن
[1] رواه أحمد وقال الهيثمي رواته ثقات ( الفتح 332 / 22 ) . [2] رواه أحمد بسند جيد ( الفتح الرباني 370 / 22 ) وابن ماجة والطبراني بسند جيد ( كشف الخفاء 231 / 2 ) والترمذي وحسنه ( الجامع 679 / 5 ) وابن سعد ( كنز العمال 228 / 4 ) وابن عساكر ( كنز العمال 667 / 11 ) . [3] رواه الترمذي وحسنه ( الجامع 670 / 5 ) . [4] مشكل الأثر 224 / 1 .
411
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 411