نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 41
والنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ، عندما بعث كانت سنة الآباء الضالين لها أعلام في كل مكان من عالم الفرقة والاختلاف . لقد دعاهم إلى الحق ، فواجهوه بالباطل ( قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا ) [1] ( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء ) [2] . جاء الرسول الخاتم ليواجه شريحة من الكفار في رسالته الخاتمة تحمل نفس الملامح التي حملها كفار قوم نوح عليه السلام في صدر الإنسانية ، فقديما شكا نوح عليه السلام قومه لله تعالى وقال : ( وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ) [3] في الرسالة الخاتمة قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم : ( قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون ) [4] ( وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا ) [5] . لقد جاء النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم في وقت كانت سياسة الاغواء والتزيين والاحتناك قد وصلت بأصحابها إلى دركات هوة عميقة . 1 - من مداخل الدعوة الخاتمة : إن الداعي إلى الله تعالى صلى الله عليه وسلم ، جاء ليذكر ويغذي الإرادة . ويعمق الإخلاص ويشيع الأخلاق الفاضلة ، ويبشر بما عند الله للذين آمنوا في الحياة الدنيا والآخرة . ويحذر دوائر الانحراف والاختلاف والفرقة والضلال من عذاب يوم عظيم . وكانت أصول دعوته تستند إلى أهم الأمور الفطرية ، ألا وهو لا إكراه في الدين . فنوح عليه السلام قال في صدر البشرية
[1] سورة المائدة : الآية 104 . [2] سورة الأعراف : الآية 28 . [3] سورة نوح : الآية 7 . [4] سورة فصلت : الآية 5 . [5] سورة الفرقان : الآية 60 .
41
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 41