نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 42
لقومه ( أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون ) [1] . قال المفسرون : أي إذا كنت على بينة من ربي ، على يقين ونبوة صادقة ، وخفيت عليكم فلم تهدوا إليها ولا عرفتم قدرها بل بادرتم إلى تكذيبها وردها ( أنلزمكموها ) أي : أنغصبكم بقبولها وأنتم لها كارهون [2] . وقال في الميزان : معناه عندي ما يحتاج إليه رسول الله في رسالته ، وقد أوقفتكم عليه ، لكنكم لا تؤمنون به طغيانا واستكبارا ، وليس علي أن أجبركم عليها ، إذ لا إجبار في دين الله سبحانه . والآية من جملة الآيات النافية للإكراه في الدين ، وتدل على أن ذلك من الأحكام الدينية المشرعة في أقدم الشرائع ، وهي شريعة نوح عليه السلام . وهذا الحكم باق على اعتباره حتى اليوم من غير نسخ [3] . كان هذا في شريعة صدر البشرية الأول ، وفي عصر الرسالة الخاتمة . قال تعالى : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) [4] . قال المفسرون : نفي الدين الإجباري . . فالاعتقاد والإيمان من الأمور القلبية التي لا يحكم فيها الاكراه والإجبار . فإن الاكراه إنما يؤثر في الأعمال الظاهرية والأفعال والحركات البدنية ، أما الاعتقاد القلبي فله علل وأسباب أخرى قلبية [5] . فالدعوة تقف على أرضية لا إكراه في الدين ، والداعية يقف على أرضية الخلق العظيم ، قال تعالى لرسوله ( وإنك لعلى خلق عظيم ) [6] ومحاورة صاحب الخلق العظيم لخصومه تشع بالحكمة والموعظة الحسنة قال تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) [7] .
[1] سورة هود : الآية 28 . [2] تفسير ابن كثير 43 \ 2 . [3] الميزان 207 \ 10 . [4] سورة البقرة : الآية 256 . [5] الميزان : 345 \ 2 . [6] سورة القلم : الآية 4 . [7] سورة النحل : الآية 125 .
42
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 42