نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 405
شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي عن هذا الحديث ، فماذا قال الحافظ لابن كثير ؟ إن ما قاله كان هو حجر الزاوية الذي عليه أنكروا حديث صحيح . قال الحافظ : إن القول بأنه حسب دولة بني أمية فوجدها ألف شهر لا تزيد يوما ولا تنقص فهو غريب جدا . وذلك لأنه لا يمكن إدخال دولة عثمان في هذه المدة ، وذلك أنها ممدوحة ولأنه أحد الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين الذين قضوا بالحق وبه يعدلون ، وهذا الحديث إنما سبق لذم دولتهم [1] . وتحديد المدة بدقة هو من شأن علماء التواريخ والسير الأقدمين في بداية العصر العباسي . وما بين أيدينا اليوم من تواريخ يؤيد ما ذهب إليه الحديث ولا يستثني دولة عثمان . وفي محاولة قديمة أسقط من المدة أيام ابن الزبير فقارب من قام بهذه الصحة في الحساب . وعلى أي حال فإن التاريخ خير شاهد ، فعثمان أقام خيمة وهذه الخيمة دخلها معاوية فلم يشعر فيها بغربة ، وبعد أن جعلها معاوية وراثة انطلق الورثة من داخل الخيمة وقتلوا الأنصار والحسين والذين يأمرون بالقسط من الناس ، وكل ذلك تحت هتاف واحد يقول : " يوم بيوم قتل عثمان " ، وساروا وراء الخراج وجلسوا أمام بيوت المال ومعهم أختام ليست غريبة عن عهد عثمان . 3 - ظهور النفاق : ومن الدليل القاطع على أن دولة عثمان رتع فيها النفاق حتى بلغ الذروة ، تلك الأحاديث التي رويت عن حذيفة صاحب سر رسول الله [2] . فحذيفة كان يعلم أسماء المنافقين الكبار الذين أرادوا اغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند رجوعه من تبوك كما ذكرنا . والثابت والقاطع أن حذيفة مات بعد
[1] البداية والنهاية ( 244 / 6 ) . [2] وصف في الصحيحين أنه صاحب السر الذي لا يعلمه غيره ( البخاري 305 / 2 ) ( الإصابة 332 / 2 ) .
405
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 405