نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 406
مقتل عثمان بأربعين يوما [1] ، وقبل وفاته بايع عليا وأوصى الناس بطاعة أمير المؤمنين علي [2] ، وأمر أولاده بالقتال تحت رايته فقتلا بصفين [3] . والثابت أيضا أن حذيفة كان مريضا قبل قتل عثمان وكان يلزم بيته [4] ، وعلى ما سبق فإن رواياته التي سنوردها هنا لا بد وأن تكون قد وقعت في خلافة أبي بكر وعمر ، وأما في خلافة عثمان . وهي روايات تجسد واقع المجتمع الذي رآه وسمعه حذيفة ومن هذه الروايات : قال : " لا يغرنك ما ترى ، فإن هؤلاء يوشكون أن ينفرجوا عن دينهم كما تنفرج المرأة عن قبلها " [5] . وقال : " والله ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا ؟ [6] والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قائد فتنة [7] إلى أن تنقضي الدنيا بلغ من معه ثلاثمائة فصاعدا إلا قد سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم [8] قبيلته " [9] . إن حذيفة هنا يشير إلى أن النبي ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، ولأن الصحابة نسوا ما ذكروا به جرت الفتن . وقال حذيفة في معالمها : " إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون " [10] . ثم قال صاحب السر الذي لا يعلمه أحد غيره : " إنما كان النفاق على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم . فأما اليوم فإنما هو الكفر
[1] الإصابة 332 / 2 ، الحاكم ( المستدرك 380 / 3 ) ، ( البخاري في التاريخ الصغير 80 / 1 ) . [2] الحاكم ( المستدرك 380 / 3 ) والبزار ورجاله ثقات ( الزوائد 236 / 7 ) وأبو نعيم ( كنز العمال 612 / 11 ) والطبراني ورجاله ثقات ( الزوائد 243 / 7 ) ومروج الذهب 394 / 2 ، فتح الباري 40 / 13 . [3] الكامل 147 / 3 . [4] مروج الذهب 394 / 2 . [5] رواه ابن أبي شيبة وأبو نعيم ( كنز العمال 216 / 11 ) . [6] أم تناسوا : أي أظهروا النسيان لمصلحة من غير نسيان ؟ ! [7] قائد فتنة : أي داعي ضلالة وباعث بدعة يأمر الناس بها . [8] باسمه واسم أبيه : يعني وصفا واضحا مفصلا لا مبهما . [9] رواه أبو داود حديث 4243 ، في عون المعبود حديث 4222 . [10] البخاري ( الصحيح 230 / 4 ) ، ك الفتن باب إذا قال عند قوم شيئا ثم خرج .
406
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 406