نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 390
وكذا " [1] . فأي علم هذا وأي دعوة هذه التي يشرف عليها الفاجر والخائن من الأمراء ؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا إيمان لمن لا أمان له ولا دين لمن لا عهد له " [2] ، والقرآن قد نهى عن اتخاذ بطانة من دون المؤمنين . وإذا كانت البصرة قد أدينت من قبل أن تمصر ، فإن أمراء عمر بن الخطاب قد أدينوا من قبل أن يظهروا على مسرح الأحداث . وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر بأنه سيظهر من بعد وفاته رجلا يقال له أويس ، وأن هذا الرجل كريم عند ربه ، وإنه خير التابعين [3] ، وأمر أصحابه إن لقوه فليطلبوا منه أن يستغفر لهم ، وخص النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب وقال : إن استطعت أن يستغفر لك فافعل [4] . وظهر أويس في عهد عمر بن الخطاب ، ولهذا قصة طويلة ، وطلب عمر أن يستغفر له ففعل . وحرص عمل على أن يبقى أويس معه ولا يفارقه ولكنه أملس منه ( أي تملس من الأمر . تخلص وأفلت ) [5] ، فقال له عمر : أين تريد ؟ قال : الكوفة ! فقال عمر : ألا أكتب لك إلى عاملها فيستوصي بك ؟ قال : لا ! ! أكون في غبراء الناس أحب إلي [6] . لقد رفض أويس الأمراء ، وعندما ذهب إلى الكوفة سأله رجل : كيف الزمان ؟ فقال أويس : إن قيام المؤمن بأمر الله لم يبق له صديقا ، والله إنا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيتخذوننا أعداء ، ويجدون على ذلك من الفاسقين أعوانا ، حتى والله لقد يقذفوننا بالعظائم . والله لا يمنعني ذلك أن أقول الحق [7] . وقال أويس لهرم بن حبان : إن الأرواح لها أنفس كأنفس الأحياء ، إن
[1] الطبري في تاريخه 31 / 5 . [2] رواه أحمد وأبو يعلى وفيه أبو هلال وثقه ابن معين ( الزوائد 96 / 1 ) . [3] مسلم في فضائل أويس ( الصحيح 95 / 16 ) . [4] أسد الغابة 180 / 1 ورواه مسلم . [5] ( كنز العمال 4 / 14 ) . [6] رواه مسلم وابن سعد وأبو نعيم والبيهقي ( كنز 4 / 14 ) مسلم في فضائل أويس ( الصحيح 96 / 16 ) . [7] الحاكم ( المستدرك 406 / 7 ) .
390
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 390