نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 389
فيروي ابن عساكر أن عمر بن الخطاب قال لابن عباس : أرى القرآن قد ظهر في الناس . فقال له : ما أحب ذاك يا أمير المؤمنين قال عمر : لم ؟ فقال : لأنهم متى يقرأوا ينقروا ومتى ينقروا يختلفوا ومتى يختلفوا يضرب بعضهم رقاب بعض . قال عمر : إن كنت لأكتمها الناس [1] ، ثم روى أن أبا موسى قد بعث إليه بأن عدد القراء قد ازداد ، فقال عمر : إن بني إسرائيل إنما هلكت حين كثر قراؤهم " [2] . وهكذا فطن الفاروق للنهاية التي ما بعدها نهاية . لقد أراد أن تنتج الساحة قراء وأمراء من أصحاب السواعد القوية ، ولكن في هذا إشكال لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أكثر منافقي أمتي قراؤها " [3] ، وقال : " بكتاب الله يضلون وأول ذلك من قبل قرائهم وأمرائهم " [4] . إن القراءة فقط هي بذرة الخوارج التي عليها نبتت شجرتهم . والذي يستحق التسجيل هنا أن الفاروق أطلق صيحة مبكرة عندما علم أن أهل العراق قد نقروا واختلفوا . لقد قال : " يا أهل الشام استعدوا لأهل العراق فإن الشيطان قد باض فيهم " [5] ، ونحن لا ندري لماذا اختار الفاروق أهل الشام في هذا الوقت المبكر ليتجهزوا لأهل العراق . إننا لا نعلم الأسباب التي وراء هذا القرار لأنه غابت عنا أحداث لا يعلمها إلا من لابسها . إن البصرة بداية ضربها الذم من قبل أن يمصرها الناس ، وذلك لما لها من أثر بالغ على اللغة والدين بعد أن اختلطت بها الشعوب وتجول على أرضها أمراء السوء ، ولهذا لا نعجب عندما نستمع إلى حذيفة وهو يقول للفاروق : " إنك تستعين بالرجل الفاجر " [6] . ولا نعجب عندما نسمع من يقول لعمر : الله يا عمر تستعمل من يخون وتقول ليس عليك شئ وعاملك يفعل كذا
[1] رواه ستة ( كنز العمال 268 / 10 ) . [2] الإستيعاب 72 / 1 . [3] رواه أحمد وقال الهيثمي رواة ثقات ( الزوائد 229 / 6 ) . [4] رواه ابن أبي عاصم وفي إسناده ضعف ( كتاب السنة 132 / 1 ) . [5] ابن سعد في الدلائل ( كنز العمال 354 / 12 ) . [6] ( كنز العمال 771 / 5 ) .
389
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 389