responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 391


المؤمنين يعرف بعضهم بعضا ، ويتحدثون بروح الله وإن لم يلتقوا وأن لم يتكلموا ، ويتعارفوا وإن نأت بهم الديار وتفرقت بهم المنازل . فقال له هرم :
حدثني عن رسول الله بحديث أحفظه عنك ؟ قال : إني لم أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تكن لي معه صحبة ، ولقد رأيت رجالا رأوه وقد بلغني من حديثه كما بلغكم ولست أحب أن أفتح هذا الباب على نفسي [1] ، ولقد قاتل أويس بعد ذلك تحت راية علي بن أبي طالب واستشهد بين يديه .
وسيأتي ذلك عند حديثنا عن معارك أمير المؤمنين .
هذا ما كان من أمر أويس الذي ادخره الله ليأتي في زمان لله حكمة فيه .
وعندما جاء رفضه حتى توصية الأمراء به . وهذا ما كان من أمر البصرة التي أخبر عنها رسول الله من قبل أن يتخذها الناس مصرا من الأمصار ، وإخبار فيه إدانة لحياتها الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والسياسية . ثم إن طلب عمر بن الخطاب وهو الخليفة الراشد أن يستغفر له أويس وهو الذي لم ير النبي ولم يسمع منه فيه أن الإسلام دين لا يدعو إلى التعتم أمام الأشخاص . ويدعو أن يكون الشغل في الله والهمة به والفرار إليه ، والشاهد الأخير هنا على أن الناس في عهد الفاروق كثير منهم تطاولت أعناقهم في طلب الدنيا . ما رواه مسلم عن عبد الله بن الحارث قال : كنت واقفا مع أبي بن كعب فقال : لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا . قلت : أجل . . . " الحديث [2] ، وأبي بن كعب مات في خلافة عمر على أصح الروايات [3] ، وطلب الدنيا ينتهي دوما إلى زوال . أخرج ابن جرير عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن البعوضة تحيا ما جاعت فإذا شبعت ماتت . وكذلك ابن آدم إذا امتلأ من الدنيا أخذه الله عند ذلك ثم تلى : " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ



[1] الحاكم ( المستدرك 407 / 3 ) .
[2] مسلم ( الصحيح 19 / 18 ) كتاب الفتن .
[3] الإصابة 19 / 1 ، الإستيعاب 49 / 1 .

391

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست