responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 383


أمر بني إسرائيل معتدلا حتى نشأ فيهم المولدون وأبناء سبايا الأمم التي كانت بنو إسرائيل تسبيها ، فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا " [1] . ولقد علمت متى دخلت السبايا ومتى قالوا بالرأي . وأول نقص دخل كان من باب التخاذل قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول : يا هذا إتق الله ودع ما تصنع فإنه لا عمل لك ، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض .
ثم تلى رسول الله قوله تعالى : ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ) ، إلى قوله : ( فاسقون ) ثم قال : " كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهن من المنكر ، ولتأخذون على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا [2] ولتقصرنه على الحق قصرا ، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم " [3] .
فهذا أول النقص . فإذا لم يدفع منذ البداية . فلا جدوى من فعل أي شئ بعد ذلك لأن الشبل أصبح أسدا . قالوا : يا رسول الله متى ندع الائتمار بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ قال : " إذا ظهر فيكم ما ظهر في بني إسرائيل ، إذا كانت الفاحشة في كباركم والملك في صغاركم والعلم في رذالكم " [4] . لهذا قال النبي في روايات كثيرة وهو يتحدث عن أمراء السوء " لا أن الناس اعتزلوهم " فهذا الدواء خاص بالداء في أول الطريق . أما استفحال الداء بعد ذلك فله فقه آخر .
ومما لا شك فيه أن الفتوحات قذفت على الأمة بالسبايا وبالرأي وبأمراض أول الطريق التي لم يشعر بها أكثر الناس نظرا للبريق الذي حولها وحولهم .



[1] رواه الطبراني في الكبير ( كنز العمال 181 / 11 ) .
[2] أي لترد به إلى الحق .
[3] رواه الطبراني وقال الهيثمي رجال رجال الصحيح ( الزوائد 269 / 7 ) .
[4] رواه أحمد وابن ماجة وقال البوصيري في الزوائد ابن ماجة إسناده صحيح ورجاله ثقات ( الفتح الرباني 177 / 19 ) ، وقال في فتح الباري أخرجه ابن أبي خيثمة ( فتح الباري 301 / 13 ) .

383

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 383
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست