نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 379
عليهم [1] ، صلى الله عليك يا رسول الله ! فكم من راكب قد جاء . منهم معاوية بن أبي سفيان الذي وضع أميرا في الحبس لأنه طالب بتوزيع الغنائم على كتاب الله . روي أن الحكم بن عمرو قام بغزو جبل الأشل فغنم شيئا كثيرا فجاءه كتاب على لسان معاوية فيه : أن يصطفي لمعاوية ما في الغنيمة من الذهب والفضة لبيت ماله فرد الأمير : إن كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين ، أولم يسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق في معصية الله . ثم قسم الأمير في الناس غنائمهم . فحبسه معاوية وروي أنه مات في الحبس [2] ، ومنهم : مروان بن الحكم طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم . قيل لمروان في زمن معاوية : الفئ مال الله وقد وضعه عمر بن الخطاب مواضعه . فقال : الفئ مال أمير المؤمنين معاوية يقسمه فيمن شاء [3] . وردد مقولة مروان من بعده عشرات الألوف في عالم التحاسد والتدابر والتباغض . وكل ذلك من أجل العجل الذي في بيت المال قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لكل أمة عجل يعبدونه وعجل أمتي الدرهم والدينار " [4] ، وقال : " إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي في المال " [5] ، وقال : " إن هذا الدينار والدرهم أهلكا من قبلكم وهما مهلكاكم " [6] . وعن رحلة الخراج يقول الدكتور محمود لاشين : ظلت الدولة تقوم بدورها في تحصيل الخراج . . . وذلك حتى منتصف القرن الخامس الهجري حيث حدث تطور خطير كان له أكبر الأثر في إضعاف الدولة ، وذلك أنها تخلت عن دورها في جباية وتحصيل الخراج وتلي ذلك تخليها عن تحصيل كثير من الإيرادات العامة ، وتركت ذلك للجنود وقادتهم وكل من له حق قبل الدولة كراتب أو غير
[1] رواه ابن النجار عن حذيفة ( كنز العمال 195 / 11 ) . [2] البداية والنهاية 51 / 8 . [3] الإصابة 302 / 1 . [4] رواه الديلمي عن حذيفة ( كنز 223 / 3 ) . [5] رواه الترمذي وصححه ( الجامع 569 / 4 ) . [6] رواه أبو داود والطبراني والبيهقي ( كنز 191 / 3 ) .
379
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 379