responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 378


الكتاب والسلطان سيفترقان فدوروا مع الكتاب حيث دار ، وستكون عليكم أئمة إن أطعتموهم أضلوكم ، وإن عصيتموهم قتلوكم . قالوا : فكيف نصنع يا رسول الله ؟ قال : كونوا كأصحاب عيسى نصبوا على الخشب ونشروا بالمناشير ، موت في طاعة خير من حياة في معصية [1] .
قال في عون المعبود : خذوا العطاء ما كان محلة فإذا كان أثمان دينكم فدعوه ، فإذا ( تجاحفت ) أي تنازعت قريش على الملك ، أي تخاصموا وتقاتلوا عليه ، وقال كل واحد منهم أنا أحق بالملك أو بالخلافة منك وتنازعوا في ذلك فاتركوا أخذه [2] . وفيما سبق علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من تيار يدق أوتاد التنافس والتحاسد والتدابر والتباغض ، وكان يعلم أن هذا واقع على الأمة لا محالة لسوء اختيارها ، وأن نهاية الطريق بعد فتح فارس والروم ستصب في محطة البغي ، فقال صلى الله عليه وسلم : " سيصيب أمتي داء الأمم الأشر والبطر والتكاثر والتشاحن في الدنيا والتباغض والتحاسد حتى يكون البغي " [3] . وتحديد محطة البغي لا ينبغي أن تحددها الأهواء . ولهذا عين النبي صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر وقال له في حديث أجمعت الأمة على صحته : " تقتلك الفئة الباغية " فمحطة عمار هي المحطة الأم لمن أراد أن يفهم الحديث السابق . أما تحديد محطات أخرى صغيرة بمعرفة هذا أو ذلك فأمر لا يلتفت إليه .
لقد كانت الفتوحات مطلب فطري ، ولكن أمراء السوء حولوها إلى مطلب تجاري . ولقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيادة تركب أعناق الأمة فقال : " كأنكم براكب قد أتاكم فنزل فقال : الأرض أرضنا والفئ فيؤنا وإنما أنتم عبيدنا فحال بين الأرامل واليتامى وما أفاء الله



[1] رواه ابن عساكر عن ابن مسعود ( كنز العمال 216 / 1 ) ، الطبراني عن معاذ ( كنز 211 / 1 ) .
[2] عدن المعبود 173 / 8 .
[3] رواه الحاكم ( كنز العمال 526 / 3 ) .

378

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست