نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 377
فهو التقاطع . وأما التباغض فهو بعد التدابر [1] . وهذا الطوفان من الكراهية مفتاحه إذا فتحت عليهم فارس والروم ! ! ، وقال صلى الله عليه وآله لأصحابه : كيف أنتم بعدي إذا شبعتم من خبز البر والزبيب وأكلتم ألوان الطعام ولبستم ألوان الثياب ، فأنتم اليوم خير أم ذاك ؟ قالوا : ذاك ، فقال : بل أنتم اليوم خير [2] . وقال صلى الله عليه وآله : فوالله ما الفقر أخشى عليكم . ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم [3] . فهل وقع الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فإذا كان قد وقع فما هي الأسباب وعلى أيدي من جرت ؟ إن الذي جرى كان أمراء السوء مفتاحه وفقهاء السوء أقلامه . ولا يستطيع باحث أن ينكر أن معاوية بن أبي سفيان قد استغل الخراج إلى أبعد مدى لشراء الذمم وسفك دماء المسلمين ، وإن عمرو بن العاص ساند معاوية لهدف واحد هو كطعمة بعد أن ذاق خراجها في عهد الفاروق ، وأن يعلى بن منية استعمل الخراج في تقوية عائشة والزبير لخوض معركتهم مع علي بن أبي طالب . وغير ذلك وعلى امتداد التاريخ كان الخراج مادة الأمراء في تثوير الناس ، كان الخراج رشوة تحمل شعارا إسلاميا الإسلام منه برئ . والنبي صلى الله عليه وآله حذر من هذه الرشوة التي علم من ربه أنها كائنة على طريق أمراء السوء ، فقال في خطبة الوداع : يا أيها الناس خذوا العطاء ما كان عطاء ، فإذا تجاحفت قريش على الملك وكان عن دين أحدكم فدعوه [4] . وفي رواية : " خذوا العطاء ما دام عطاء ، فإذا كان إنما هو رشا فاتركوه ، ولا أراكم تفعلون يحملكم على ذلك الفقر والحاجة ، ألا إن رحى بني مرج قد دارت وإن رحى الإسلام دائرة وإن
[1] النووي شرح مسلم ( 97 / 18 ) . [2] رواه البيهقي وابن عساكر ( كنز العمال 216 / 3 ) . [3] رواه مسلم ( الصحيح 95 / 18 ) كتاب الزهد . [4] رواه أبو داود حديث رقم 2958 .
377
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 377