responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 376


الغزاة عندما عرفه الله ما كان في كتابه من بيان ذلك ! ! توفيقا من الله كان له فيما صنع وفيه كانت الخيرة للمسلمين [1] .
وفتح بيت المال لاستقبال الخراج ، وانطلق الأمراء الذين وقع اختيار أبي بكر وعمر عليهم من أجل أن يفتحوا البلاد . ولم تمض سنتان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله حتى اتسعت الفتوحات بسرعة هائلة ، فاستولى المسلمون على أراضي كلدة والحيرة التي سميت فيما بعد بالعراق . ثم جاءت موقعة اليرموك لتفتح أبواب الشام ، ويفتح المسلمون دمشق وأنطاكية وبيت المقدس . ثم تحولوا إلى الشرق فقضوا على الدولة الساسانية وحكموا إيران ، ثم استولوا على أفغانستان ووصلوا إلى حدود نهر السند . ثم تحولوا إلى المغرب ، وفتحوا مصر وعموم شمال إفريقيا ، ووصل المسلمون إلى سواحل المحيط الأطلسي . ثم حملوا عن طريق ميناء طنجة على إسبانيا واستولوا على طليطلة .
وبالجملة : أصبحت الدولة الإسلامية تمتد من شواطئ المحيط الأطلسي في الغرب إلى نهر السند في الشرق ، ومن بحر مازندران في الشمال إلى منابع النيل في الجنوب .
ونشر الدعوة عمل فطري ، ومن الثابت أن المخلصين لم تخل منهم ساحة على امتداد الفتوحات . فكما كان في الصفوف طلاب المال والجاه كان فيها أيضا دعاة الحق وابتغاء مرضاة الله ولكن التيار العام لم يكن مع هذا الصنف الرسالي في معظم الأحيان . ولهذا نجد أن النبي صلى الله عليه وآله كان يحذر من التيار العام وذلك لشدته وسرعته فقال : إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم ؟ فقال عبد الرحمن بن عوف : نكون كما أمرنا الله ، قال النبي : أو غير ذلك تتنافسون ثم تتحاسد ثم تتدابرون ثم تتباغضون [2] .
والتنافس إلى الشئ المسابقة إليه وكراهة أخذ غيرك إياه . وهو أول درجات الحسد . وأما الحسد فهو تمني زوال النعمة عن صاحبها . وأما التدابر



[1] الخراج / ابن يوسف ص 27 .
[2] رواه مسلم ( الصحيح 96 / 18 ) ك الزهد .

376

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست