نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 370
معاوية إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم أهده [1] . ومن المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو لأمته كلها بالهداية . ومن العجيب أن حديث " اللهم أهده " حديث ضعيف إلا أن ابن كثير دافع عنه والتمس لا الأعذار . وهذا الموقف لا نجده إذا كان يتعلق بحديث صحيح لمعسكر غير معسكر معاوية . ومن الذين اعترضوا على عملية التوظيف هذه حذيفة رضي الله عنه . قال لعمر : إنك تستعين بالرجل الفاجر . فقال عمر : إني لأستعمله لأستعين بقوته ثم أكون على قفائه [2] ، وكما ذكرنا من قبل إن الله نهى عن اتخاذ بطانة ينتهي طريقها بخروج الحياة الدينية ودخول حياة أخرى تحت أي اسم آخر . والنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل أحدا وصاه وكان يتبرأ من أي عمل لا يصيب في وعاء الدين والحياة الدينية ، وكان وراء ذلك كله الوحي . وبعد رحيل النبي صلى الله عليه وسلم كانت للحياة الدينية سياسة وهذه السياسة يمكن للباحث أن يكتشفها بسهولة في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب . فلقد قيل له أن يبقى على الأمراء في أول عهده حتى يستتب له الأمر . لكنه أبي إلا أن يعزلهم . لأنه علم من النبي صلى الله عليه وسلم نهاية الطريق الذي يركبه هؤلاء الأمراء . وما دام الطريق لا يصب في المصب الصحيح فلا بديل لخلعهم . ما هي الفائدة التي ستعود على الدعوة من دهاء معاوية وعمرو والمغيرة ؟ وما هي الفائدة التي ستعود على الدعوة من عضلات أبو الأعور وبسر بن أرطأة ؟ وما هي الفائدة التي ستعود على الدعوة من وراء كعب الأحبار وأبي زبيد وتلميذ مسيلمة الكذاب وطلحة بن خويلد ؟ قلت الدعوة ولم أقل ما هي الفائدة التي ستعود على المسلمين . ثم ما هي النتيجة ليس بعد ألف عام . ولكن في القرن الأول فقط . ولقد اتسعت الدائرة بعد ذلك في عهد عثمان بن عفان فمن الذين ذكرناهم
[1] البداية والنهاية 122 / 8 . [2] قفائه : مؤخر العنق والحديث رواه أبو عبيد ( كنز العمال 771 / 5 ) .
370
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 370