نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 365
بأرض الحمامات والريف والشهوات . قال عمر : ما بك إلا ألطافك نفسك بأطيب الطعام وذوي الحاجات وراء الباب ، فقال معاوية : يا أمير المؤمنين علمني أمتثل . فلما جئنا ذا طوى أخرج معاوية حلة فلبسها فوجد عمر فيها ريحا كأنه ريح طيب فقال ، يعمد أحدكم فيخرج حاجا مقلا حتى إذا جاء أعظم بلدان الله حرمة أخرج ثوبيه كأنهما كانا في الطيب فلبسهما . فقال معاوية : إنما لبستهما لأدخل بهما على عشيرتي وقومي . . . فالله إني قد عرفت الحياء فيه . ثم نزع معاوية ثوبيه ولبس ثوبيه الذين أحرم فيهما [1] ، لقد كان الفاروق يسأل في كل مرة عن ذي الحاجات ولكم ذكراهم كانت تغيب في ردود معاوية . والخلاصة أن معاوية كانت في ذاكرته رسائل والديه ففي كل مرة قال : مرني أمتثل ! علمني أمتثل . وعلاقة معاوية بالكرسي علاقة وطيدة . قال في الإصابة : عاش ابن هند عشرين سنة أميرا وعشرين سنة خليفة [2] ، وقال صاحب الإستيعاب : هو أول من أقام المهرجان . وأول من قتل مسلما صبرا حجرا وأصحابه . وأول من أقام على رأسه حرسا . وأول من قيدت بين يديه النجائب ، وأول من اتخذ الخصيان في الإسلام ، وأول من بلغ درجات المنبر خمس عشر مرقاة - ليكون منبره أعلا من منبر رسول الله ، وقال : أنا أول الملوك [3] . وأقول هو أول من دق وتد الوراثة في الحكم . وأول من قال بعدالة الصحابة ليدخل تحت هذه العدالة ولا ينتقده أحد ، وأول من رعى القبائلية حتى أثمرت في النهاية ثمرة القومية العربية . والإسلام ينظر للإنسان كإنسان ولا فرق عنده بين عربي وبين أعجمي إلا بالتقوى . وقال الحسن البصري : أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة : انتزاؤه على هذه الأمة بالسيف واستخلافه من بعده ابنه يزيد السكير الذي يلبس الحرير وادعاؤه زيادا والنبي قال : " الولد للفراش