responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 36


منذ آدم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم والتوحيد يسري في الوجود . لقد ذهب الجبابرة وأبناء الجبابرة الذين ادعوا أن دماء الآلهة تجري في عروقهم ، ذهبوا ، وذهب من بعدهم الجلادون الذين أرادوا أن تكون للشذوذ قداسة . ذهبوا وما زالوا يذهبون ، ودعوة الحق راسخة في النفوس رسوخ الجبال * ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) * [1] .
ولقد عمل الشيطان وقطاع الطرق من أجل تدمير الفطرة . والفطرة التي استهدفوها يقدروا على تبديلها وفي هذا انتكاس لهم . أما تغيير الطريق الفطري ، فإن الشيطان لم يمكن من إجبار الناس على المعاصي ، هو يدعو إليها فقط . وهذا الباب أغلقته حجج الله على عباده في عالم الذر والخلق ، وفي عالم المشاهدة المنظور . ولقد جاء رسل الله عليهم السلام بالدين الحق ، وللدين طريقة خاصة في الحياة ، وبه يميز الناس أي الطرق يسلكون إلى حياة طيبة في الدنيا والآخرة ، والدين الصحيح لا يكون إلا بحفظ الصلة بالله تعالى وإخلاص العبادة له . فمن أخلص العبادة لله تكون له حياة طيبة والله تعالى يحيي في الدنيا الذين آمنوا حياة غير الحياة التي يعطيها للآخرين ، فحياة المؤمنين والمجرمين وموتهما لا يتساويان . قال تعالى : * ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ) * [2] .
ومن أعظم الحجج على الإنسان ، أن الله ما ترك دعوة جاء بها رسول من رسله ، إلا وأخبر فيها عن مكائد الشيطان ، كي يحذر الجنس البشري من عمليات الاغواء والتزيين وغير ذلك . أليس في هذا تعرية لبرنامج الشيطان ، والرسالة الخاتمة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم ، أفاض فيها سبحانه في هذا الجانب ، وكشف كل مكر يقوم به الشيطان وأتباعه حتى يوم الوقت المعلوم .



[1] سورة الصف : الآية 8 - 9 .
[2] سورة الجبائية : الآية 21 .

36

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست