نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 352
فالذي لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق هو القادر على القيادة وتحديد الذين سيتعامل معهم . ومن هو الذي سيكون قريبا من دائرة القرار ومن هو الذي ينبغي أن يكون في موقع بعيد عن الأسرار المهمة للدولة . إن سهم المؤلفة قلوبهم لم يكن يعطى كي يعتنق البعض الإسلام . فهذا المنطق في ديار التبشير حيث ينطلق المبشرون بالخبز والدواء في كل مكان كي يعتنق الناس النصرانية . أما الإسلام فلا . لأن الآية حددت القلب كدائرة عمل قال تعالى : * ( والمؤلفة قلوبهم ) * ، فالرسول صلى الله عليه وآله يهيئ قلوبهم ويجهزها كي تستقبل منه . ومعنى يهيئ قلوبهم أن يحدد المرض الذي على الطريق إلى القلب ثم يجهز له الدواء المناسب . فهناك من كان النبي يتألفه بوضعه على رأس سرية من السرايا . حتى إن عمرو بن العاص عندما قيل له عند موته : قد كان رسول الله يدينك ويستعملك قال : أما والله ما أدري أحبا كان ذلك أم تألفا يتألفني [1] ، ومنهم من كان يتألفهم بمشاورتهم في بعض الأمور . ومنهم من كان يتألفه بالمال عن صفوان بن أمية قال : أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنه لأبغض الخلف إلي فما زال يعطيني حتى أنه لأحب الخلق إلي [2] . إن الرسول صلى الله عليه وآله يحدد الداء الذي في الصدر وعليه يعطي الدواء لكي يقيم الحجة على أفراد بعينهم . أنه صلى الله عليه وآله يحطم الأصنام التي تحت الجلود كي يجعل أصحابها أحرارا في اتخاذ القرار . كما حطم إبراهيم عليه السلام الأصنام من قبل كي يرجع القوم إلى أنفسهم ويكونوا أحرارا في اختيارهم " قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كان ينطقون . * ( فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم
[1] أخرجه الإمام أحمد وقال الهيثمي رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح وله طرق أخرى ( الفتح 310 / 22 ) ، ورواه ابن سعد ( الطبقات الكبرى 263 / 1 ) وابن أبي شيبة ( كنز العمال 549 / 11 ) وراجع مجمع الزوائد ( 353 / 9 ) . [2] رواه مسلم ، ورواه الترمذي ( جامع الترمذي 44 / 3 .
352
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 352