نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 350
فمن قبل حطم إبراهيم عليه السلام الأصنام ليصل النور إليهم ويقيم عليهم الحجة . فكيف يقال والوحي مع رسول الله أن النبي كان يعطي نظرا لضعف المسلمين . وأنهم منعوا لأن معهم آراءهم . ولوقوفهم على أرضية العز وتوطيد السلطان . ثم من الذي قطع بأن السلطان دائم ؟ ألم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالاختلاف والافتراق من بعده وقال : " إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ . . . " [1] ، قال النووي : إن الإسلام بدأ في أحاد من الناس وقلة ثم انتشر وظهر ثم سيلحقه النقص والإخلال حتى لا يبقى إلا في آحاد وقلة أيضا كما بدأ [2] . وهب أننا سلمنا وقلنا بما قالوا بأن السهم كان يعطى لضعف المسلمين . أليس بين أيدينا نص يقول بأن هذا الضعف سيعود . وعلى هذا فلا بد أن يكون إعطاء السهم ممتد . والخلاصة : أن النص في إعطائهم مطلق وإطلاقه واضح في كتاب الله ، وهذا مما لا خلاف ولا شبهة فيه . وليس لنا أن نعتبر إعطاءهم معللا بظروف زمنية مؤقتة هي تألفهم حينما كان الإسلام ضعيفا دون غيره من الأزمنة . لقد افترضوا في المقدمة أن السلطان دائم وقوي . وها نحن عند النتيجة نرتجف خوفا - حتى قال صاحب المنار : إننا نجد دول الاستعمار الطامعة في استعباد جميع المسلمين وفي ردهم عن دينهم يخصصون من أموال دولهم سهما للمؤلفة قلوبهم من المسلمين ، فمنهم من يؤلفونه لأجل تنصيره وإخراجه من حظيرة الإسلام . ومنهم من يؤلفونه لأجل الدخول في حمايتهم ومشاقة الدول الإسلامية الوحدة الإسلامية . أفليس المسلمون أولى بهذا منهم ! ؟ ! [3] ، إننا عند النتيجة نخاف من عالم المعونات والمنح والقروض الأجنبية ، لأن كل هذا يصب في النهاية في مربع المؤلفة قلوبهم ولكن لصالح دوائر الصد عن سبيل الله .
[1] رواه مسلم وابن ماجة عن أبي هريرة وابن ماجة عن ابن مسعود وأنس والطبراني في الكبير عن سلمان وسهل بن سعد وابن عباس . ورواه الترمذي ( صحيح مسلم 177 / 2 ) ( كنز العمال 238 / 1 ) ( جامع الترمذي 18 / 5 ) . [2] مسلم بشرح النووي 177 / 2 . [3] فقه السنة 177 / 2 .
350
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 350