نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 349
به . وجاءوا إلى عمر بن الخطاب ، وأعطوه الخط ، فأبى ومزقه . وقال : هذا شئ كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيكموه . تأليفا لكم على الإسلام . وأغنى عنكم . فإن ثبتم على الإسلام . وإلا فبيننا وبينكم السيف فرجعوا إلى أبي بكر فقالوا : الخليفة أنت أم عمر ؟ بذلت لنا الخط فمزقه عمر ، فقال : هو إن شاء . وأمضى ما فعله عمر [1] . يقول ابن قدامة : ولنا كتاب الله وسنة رسوله . فإن الله تعالى سمى المؤلفة في الأصناف الذين سمى الصدقة لهم والنبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى حكم فيها فجزأها ثمانية أجزاء " ، وكان النبي صلى الله عليه وآله يعطي المؤلفة كثيرا في أخبار مشهورة . ولم يزل كذلك حتى مات ، ولا يجوز ترك كتاب الله وسنة رسوله إلا بنسخ . والنسخ لا يثبت بالاحتمال . ثم إن النسخ إنما يكون في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لأن النسخ إنما يكون بنص . ولا يكون النص بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وانقراض زمن الوحي . ثم إن القرآن لا ينسخ إلا القرآن وليس في القرآن نسخ كذلك ولا في السنة . فكيف يترك الكتاب والسنة بمجرد الآراء والتحكم فكيف يتركون به الكتاب والسنة ؟ [2] . واعتذروا عما فعله عمر وقالوا : إن الله سبحانه فرض في أول الإسلام عندما كان المسلمون ضعافا عطاءا يعطي لبعض من يخشى شرهم ويرجي خيرهم تألفا لقلوبهم . غير أن الإسلام لما اشتد ساعده وتوطد سلطانه رأى عمر بن الخطاب حرمان المؤلفة قلوبهم من هذا العطاء المفروض لهم بنصوص القرآن ! ! نقول : لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة يوم إن كان الوحي يدافع عنه أي : كان يعطيهم من موقع القوة . لفتح الطريق بتحطيم الأصنام داخل نفوسهم . ويصل النور إلى عقولهم فتحتضنه الفطرة . وتحطيم الأصنام له وجوه .
[1] فقه السنة 425 / 1 ، تفسير المنار 10 / 496 ، الدر المنثور 2 / 252 . [2] المغني / ابن قدامة 666 / 2 .
349
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 349