نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 346
تتسع حتى أصبح النصارى في عهد بني أمية لا يستغنى عنهم في تدبير السياسة كما كان عدد من نصارى الروم قائمين على تدبير الخراج . وكان لكثير منهم جاه عند الخلفاء [1] ، ومن عباءة ثقافة الفتنة التي زحفت بالشعر والخمر والمجون نحو أرضية اللارواية . خرجت الآراء التي جاء بها الزنادقة . والنصرانية هي الأصل التي أتت منه جميع هذه الآراء [2] ، وخرجت آراء المرجئة على أيدي يحيى الدمشقي وكان أبوه صاحب عبد الملك بن مروان . وقد صنف يحيى كتابا في فضائل النصرانية . ولم يكن عرضا أن ظهرت عند المرجئة والقدرية في الشام آراء يحيى الدمشقي . وفي هذا الطوفان عادت إلى الظهور الأوضاع القديمة لعالم قديم . وأصبحت فيها للمال قوة عظيمة حتى سحقت طاحونه الكبيرة كل قيمة أخرى . وكل شئ صار يعرض من أجل المال وبلغت وصمة حب المال والمكر لتحصيله أعلى طبقات رجال الدولة . وفي نهاية المطاف ظهر فريق من الشعراء يحتقرون كل ما هو ديني ويجرءون على الجهر بذلك على نحو لم يسبق له نظيرا في عصر من العصور . فكان أبو العلاء المعري الشاعر بالشام ( ولد 363 ه ) وتوفي عام ( 449 ه ) يهاجم كل ما هو ديني مستندا في ذلك إلى وجهة نظر عقلية ومن شعره : أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما * ديانتكم مكر من القدماء أرادوا بها جمع الحطام فأدركوا * وبادوا وماتت سنة اللؤماء وقال : قد ترامت إلى الفساد البرايا * واستوت في الضلالة الأديان [3] ثم جاء ابن الراوندي ( المتوفى 293 ه ) ليقول : إنا نجد في كلام أكثم بن صيفي ما هو أحسن من القرآن [4] ، ويروى عن أبي العلاء المعري أنه عارض
[1] المصدر السابق 256 / 1 . [2] الحضارة الإسلامية 65 / 2 . [3] المصدر السابق 137 / 2 . [4] المصدر السابق 139 / 2 .
346
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 346