نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 347
القرآن بكتاب عنوانه " بالفصول والغايات في محاذاة السور والآيات " ، وقد قيل لأبي العلاء : " ما هذا إلا جيد إلا أنه ليس عليه طلاوة القرآن . فقال : حتى تصقله الألسن في المحاريب أربعمائة سنة وعند ذلك انظروا كيف يكون " [1] . وهكذا تحقق الإخبار بالغيب . تحقق بركوبه الشعر أولا حيث فتح الوليد الأسوار ودخل نصارى الحيرة ليعانقوا نصارى تغلب . وشاع شعر الأديرة ثم شعر الخمور ثم شعر المجون . ثم تم التسلل نحو الكرسي الأكبر بركوبة شعر القبائل وأيام العرب وفضائل بني أمية . وعلى ساحة اللارواية نشأ التصوف تحت ضغط المشاكل السياسية . وفي مواجهة التصوف ظهرت الزندقة وتعاليم المرجئة وغيرهما وخلال هذا التطاحن كان النصارى يشرفون على جمع الخراج . ومن أراد الوزارة كان عليه أن يتقرب إليهم [2] ، وتحت شجرة الشوك تكالب الجميع على المال وأعلن شعراء الانحلال والصد الحرب على الدين والقرآن بصورة لم يسبق لها مثيل . وإذا كان الإمام علي بن أبي طالب قد توعد بني تغلب إن تفرغ لهم فإن له فيهم رأيا وقال : لأقتلن مقاتلهم ولأسبين ذريتهم [3] ، وذلك لتنفيذ وصية النبي صلى الله عليه وسلم والخاصة بإخراج المشركين من جزيرة العرب [4] . فإنه رضي الله عنه كان له رأي في الشعر والشعراء ، يقول صاحب تاريخ الأدب العربي : اشتهر الفرزدق بالشعر وهو شاب . فعرضه أبوه على علي بن أبي طالب بعد يوم الجمل قائلا : إنه شاعر مضر ، فأوصاه أمير المؤمنين أن يقرأ القرآن خيرا له من الشعر . ويروى أن الفرزدق وضع رجليه في القيد وأقسم لا يفكهما إلا بعد أن يحفظ القرآن [5] .
[1] المصدر السابق 140 / 2 . [2] المصدر السابق 127 / 1 . [3] فتوح البلدان ص 187 . [4] البخاري ( الصحيح 202 / 2 ) . [5] تاريخ الأدب العربي 209 / 1 ، تاريخ الطبري 2 / 94 - 108 .
347
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 347