responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 345


صراحة . ولقد قدمنا بعضه في كتابنا " الانحرافات الكبرى " [1] ، فمن أراد أن يقف عليه وعلى أصول هذه الفترة فليراجعه هناك . وتحت ظلال شعر الأديرة والخمر . كان الأمير الوليد والشاعر أبو زبيد يضربان بالأخلاق عرض الحائط .
قال صاحب الإستيعاب : أخبار الوليد في شرب الخمر ومنادمته أبا زبيد مشهورة كثيرة [2] ، وخبر صلاته بالمسلمين وهو سكران وقوله لهم : أزيدكم بعد أن صلى الصبح أربعا مشهورة من رواية الثقات من نقل أهل الحديث وأهل الأخبار [3] ، وترتب على ذلك حدوث أول انتفاضة ضد حكم عثمان بن عفان . ضحى أمامها بعزل الوليد . ولكن الشعر بقي وازداد اتساعا . وتطور إلى شعر الغزل ثم إلى شعر المجون . وفي عهد معاوية راج الأدب العربي غاية رواجه وظهر الشعر الذي يحتضن سياسة الحزب الحاكم ومنازعات القبائل ومظاهر العصبية العربية .
وكان الأمويون يبالغون في ترويج الشعر . وربما كانوا يبذلون بإزاء بيت من الشعر أو نكتة أدبية المئات والألوف من الدنانير . وانكب الناس على الشعر وروايته وأخبار العرب وأيامهم وكانوا يكتسبون بذلك الأموال الكثيرة . وبلغ من نفوذ الشعر والأدب في المجتمع العلمي أنك ترى كثيرا من العلماء يتمثلون بشعر شاعر أو مثل في مسائل عقلية .
وبدأ شعر الصد يتسلل في ليل الفتن . وبدأ الشعراء يزحفون نحو مركز القيادة ومن هؤلاء : الأخطل ، الذي ولد بالحيرة وكان من بني تغلب . دان بالنصرانية كأكثر قبيلته . ولما ولي يزيد بن معاوية الخلافة . دعا الأخطل إليه وأكرمه . وكذلك أكرمه خلفاء يزيد بن بعده وأسبغوا عليه نعمتهم ولا سيما عبد الملك الذي فضله على سائر الشعراء وأجزل له عطاياه [4] ، ومنهم : أعشى بني تغلب كان نصرانيا يقدم شعره في كل مكان ينزل به [5] ، وبدأت ثقافة الفتنة



[1] الانحرافات الكبرى / للمؤلف ط دار الهادي بيروت .
[2] الإستيعاب 633 / 3 .
[3] الإستيعاب 634 / 3 .
[4] تاريخ الأدب العربي 205 / 1 .
[5] المصدر السابق 238 / 1 .

345

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست