نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 344
وبقي أبو زبيد إلى أيام معاوية [1] . وبالرغم من أن الوليد بنص الحديث فاسق بما يوافق القرآن . وبالرغم من أن أبا زبيد على أكثر الآراء نصرانيا . فإن الفاروق رضي الله عنه رأى أن من المصلحة العامة أن يكون الوليد واليا على الجزيرة . أما فيما يتعلق بأبي زبيد قال ابن حجر في الإصابة : " استعمله عمر على صدقات قومه ولم يستعمل نصرانيا غيره " [2] ، وفي هذه الفترة أصدر عمر بن الخطاب قرارا . روى ابن شهاب أن عمرا كتب إلى أبي موسى الأشعري : " أن مر من قبلك بتعلم العربية فإنها تدل على صواب الكلام ومرهم برواية الشعر فإنه يدل على معالم الأخلاق " [3] ، ورواية الشعر كانت سنة عربية لم يهتم بأمرها الإسلام . ولم يمدح الكتاب الشعر والشعراء بكلمة ولا السنة بالغت في أمره . وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " والذي بعثني بالحق لتكونن بعدي فترة في أمتي يبتغي فيها المال من غير حلة وتسفك فيها الدماء . ويستبدل فيها الشعر بالقرآن " [4] ، نحن إذا أمام دعوة لرواية الشعر وأمام إخبار بالغيب يقيم الحجة على فترة يستبدل فيها الشعر بالقرآن . وتحت ظلال دعوة رواية الشعر . تقف قبيلة تغلب التي ذمها رسول الله صلى الله عليه وآله . ونصارى الحيرة الذين بقوا على نصرانيتهم حتى العصر العباسي . وقوافل قيسارية التي بعث بهم معاوية إلى عاصمة الخلافة . وباقي دوائر الصد عن سبيل الله . وفي عهد عثمان اتسعت الدائرة عندما أزيلت بعض الحواجز . وذلك عندما تولى الوليد بن عقبة ولاية الكوفة . ففي عهده تم الاتصال بنصارى الحيرة وبدأت قوافلهم تجوب المنطقة وراج شعر الأديرة الذي كان له نصيب من التأثير الخفي في الثقافة العقلية . ثم بدأ شعر الخمر يلقي بظلاله ومنه الذي يدعو لنبذ الإسلام
[1] الإصابة 80 / 4 . [2] الإصابة 80 / 4 . [3] ابن الأنباري ( كنز العمال 300 / 10 ) . [4] رواه الديلمي ( كنز العمال 187 / 11 ) .
344
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 344